قبيل لحظات من اغتياله جوليانو: ديروا بالكم على المسرح!

لا بد من القول إن خبر اغتيال المخرج والممثل جوليانو مير خميس ، مساء  الإثنين ، على يد قناص أمطره بسبع عيارات نارية أثناء خروجه من مخيم جنين كان له وقع الصاعقة على كل من سمعه ، وبالرغم من إن هذا الخبر المفجع هزّ الوسط الفني في بلادنا وأثار مشاعر الكثيرين الذين تعاطفوا مع عائلة جوليانو وعبروا عن حزنهم الشديد لفقداننا هذا المبدع والمفكر الفلسطيني إلا إنه لا بد من أن وقعه على سكان شارع المخيم كان يحمل دويًا خاصًا ومختلفًا .

مراسلنا زار مخيم جنين الموجود على أحد أطراف مدينة جنين صباح الثلاثاء 5 نيسان، وعاد لنا بآراء الناس التي تسكنه حول قضية اغتيال مؤسس مسرح الحرية جوليانو مير خميس وعاد لكم بالآتي ..

من المستحيل أن تكون مسيرة مسرح الحرية بالشكل الذي اعتدنا عليه بغياب إشراف جوليانو..

قال أحمد علي السعدي (19 عامًا) وهو أحد الأعضاء الفاعلين في مسرح الحرية إنه لا يصدق بعد إن جوليانو ما عاد هنا ، مشيرًا إلى إن هذه الفاجعة غير قابلة لتصديق وبأن المسرح قد خسر ، بفقدانه جوليانو ، كل شيء تقريبًا ، مؤكدًا إنه لمن المستحيل أن تكون مسيرة مسرح الحرية بالشكل الذي اعتدنا عليه بغياب إشراف وتوجيهات هذا الرجل الثائر والعظيم .

سعيد حماد (23 عامًا) : لم أعرف جوليانو عن قرب لأنه كان رجلاً ذو طقوس خاصة ، لكنني تابعت كل ما انتجه مسرح الحرية منذ تأسيسه عام 2006 وأشعر بغصّة شديدة على خسارتنا كمخيم أولاً وكشعب فلسطيني ثانيًا لمثل هذه الطاقة الرائعة التي امتلكها جول .

آمل أن يكون خبر اغتيال جول مجرد كابوس سأستيقظ منه قريبًا ..

أما منسقة مدرسة التمثيل في مسرح الحرية روند عرقاوي (34 عامًا) فقد أخبرتنا عن الساعة التي لقي جول مصرعه خلالها والدموع تسكن مقالتيها قائلة : "لقد كنت جالسة مع جول في قاعة المسرح نناقش بعض الأمور العالقة في العمل وكان برفقته طفله "جاجاي" البالغ من العمر عامًا واحدًا ومربيته ، وبعد أن بدأ "جاي جاي" يثير الضجيج طلب مني جوليانو أن يترك الإجتماع لفترة وجيزة يقوم خلالها بإيصاله إلى البيت ليعود إلى المسرح فنكمل نقاشنا بهدوء ، وبعد أن خرج بمدة لا تتجاوز الثلاث دقائق سمعتُ صوت اطلاق نار فشعرت بداخلي إن جول أصيب بأذى ، فهرولت إلى الشارع لأجد مشهدًا مروعًا كان جول خلاله ممددًا على مقعد سيارته غارقًا في الدماء وبقربه المربية التي كانت تحمل ملامحًا مذعورة وتحمي "جاي جاي" بكلتا يديها خشية عليه..

عندها علمت من سيارة الإسعاف التي وصلت إلى المكان إن جول قد فارق الحياة ولا أذكر شيئًا مما حدث بعد ذلك ، حيث إنني افكر الآن إنه ليس إلا كابوس مزعج وسأستيقظ منه قريبًا..!

وأضافت : إن آخر ما قاله جول قبيل خروجه من المسرح : "ديروا بالكم على المسرح لحد ما أرجع.."

أقول لروح جوليانو : إنّا سنكمل مسيرتك وسنبقى على عهدك..

قيس السعدي (20 عامًا) قال : لست أصدق حقيقة موت جوليانو ، هذا الرجل الذي كان المعلم الأكبر لنا جميعًا والذي بلور ثقافة شباب المخيم ومنحهم الكثير .. ، حيث إن فكرة اغتياله بهذه الصورة البشعة غير قابلة لتصديق حتى اللحظة..

كوثر احمد (25 عامًا) قالت : سأقول لروح جوليانو أمرًا واحدًا إننا لن نستسلم من بعده وسنتابع مسيرته الثقافية والثورية حتى النهاية ..
رامي محادين (28 عامًا) : لن أستطيع وصف إحساسي تجاه هذه الفاجعة لربما إنني احتاج المزيد من الوقت لتصديق إن هذا المفكر لم يعد يزين المسرح بجنون إبداعه ..