مع تطور التكنولوجيا خلال القرن العشرين، تأثرت الكثير من المرافق الحياتية بها، من ضمنها الفن المعماري والهندسة، فأثرت على الإبداع المعماري، من خلال العولمة والإنفتاح إلى العالم في الغرب، مما أحدث طفرات معمارية هائلة قام بها العديد من المعماريين العالمين الكبار الذين لجأوا إلى إستخدام التكنولوجيا الحديثة والمتطورة، من تطوير المواد الإنشائية المتعددة ووسائل التنفيذ الآلية والمتقدمة وفائقة السرعة، التي توفر الوقت والجهد على العاملين والمهندسين خلال تأدية العمل والمشاريع.

ولم يقتصر التطور التكنولوجي على المواد الإنشائية، بل دخل عالم الحوسبة والإتصال العالمي، الذي إنتقل من العقل البشري إلى العقل المحوسب، ومن اليد البشرية إلى النظم والبرامج المحوسبة أيضاً مثل " الأوتوكاد.. وغيره"، المتجددة دائماً بأفضل التقنيات.

المعماري مأمون حسن: التكنولوجيا المتطورة ساهمت في تطوير وجه الكُرة الأرضية

يقول المهندس المعماري مأمون حسن: نَحنُ نعيش في عَصر التكنولوجيا المتطورة، ولا شك أن البرامج ووسائل الإعلام المتطورة، ساهمت في تطوير العديد من جوانب حياتنا، من ضمنها تصميم وجه الكرة الأرضية، الذي هو في حالة تغيير دائم، وصولاً إلى الهندسة المعمارية والتصميم الداخلي.

لا شك أن الأمر هذا يعود بالماديات، المكاسب والأرباح،  وفي الوقت ذاته تعود بالفائدة للبشر في حال استعمالها بالشكل الصحيح.

ويضيف المعماري حسن : إن إستخدام الحاسوب والبرامج المتطورة لم يعد فقط أداة عمل، إنما أصبح  يُستغل لتطوير الأفكار والإمكانيات، وتوسيع الآفاق، وخاصة بعد ظهور برنامج " الأوتوكاد" الذي يعتمده اليوم في التخطيط والتصميم، خلال العشرين عام الأخيرة، الذي أصبح أداة عمل تساعد المعماري والمهندس في أفكاره وتحتل قسم كبير من تطورها، العديد من المعماريين والمهندسين يبدأوا بالخطوة واللمسة الأولى للفكرة، ومن بعدها يقوم بحوسبتها خلال البرامج لتصميمات ثنائية وثلاثية الأبعاد.

هل تأخذ التكنولوجيا مكان الإنسان؟
حسن: أستبعد أن تأخذ التكنولوجيا مكان الإنسان في الهندسة المعمارية، من الممكن أن تأخذ في مجال آخر ولكن ليس في الهندسة.
الهندسة المعمارية ساهمت في تصميم الكرة الأرضية، لا يمكن أن يتم هذا الشيء الإبداعي دون اللمسة البشرية، مثل الأبنية والإنشاء المعماري المتواجد في دبي، التي يعتمد إنشاءها على البناء المحوسب، لكن في البداية والنهاية الإنسان هو المحرك الأساسي، لكن بالإستخدام الصحيح للتكنولوجيا.

أين نحن من هذه التكنولوجيا المؤثرة؟
حسن: نحن موجودين في بلد صغير، الذي يتأثر بما يجري بالعالم حوله، نحن غير مؤثرين معمارياً، نحن متواجدين في قائمة المستهلكين للبرامج والهندسة العالمية.
مع الإنفتاح التكنولوجي وعالم الإتصالات والإنترنت، أصبحت الأفكار المعمارية مفتوحة أمام الجميع، وسهلة المنال، دون أي داعي للسفر، لدرجة أنه أصبح توارد أفكار معماري عالمي، وتشابه في البناء، أو حتى نسخ معماري لبعض الأبنية العالمية. تأثير التكنولوجيا الحديثة على الهندسة المعمارية والمعماريين أمر ملموس وواضح.

 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]