الثورة التي بدأت في نيسان 1936واستمرت حتى كانون اول 1939 ، وكانت البداية في معركة نور شمس يوم 15-4-1936 واخر المعارك كانت معركة ام الفحم الثانية يوم 17-12-1939والتي استشهد فيها القائد يوسف الحمدان محاجنه وبعض مرافقيه في منطقة الاقواس في ام الفحم ثم كانت بعد ذلك حرب ونكبة 47-49 والتي بدأت بعد قرار التقسيم مباشرة وانتهت باتفاقية رودس في ايار 1949. 

كيف كانت طبيعة عمل الثوار ومناهضتهم للانجليز ؟

د. مصطفى كبها : قبل عام 1936 كانت الثورة بالاساس تأخذ شكل الهبات الشعبية والعصيان المدني ، وبعد ذلك تحولت الى حرب الانصار (غريلا) التي تم فيها تكوين فصائل مسلحة تحت قيادة عسكرية مركزية وتقسيم البلاد الى مناطق عين في كل منطقة قائد عسكري ، والفصائل المسلحة كانت تقريبا في كل قرية في فلسطين وفي قرى معينة كان هناك اكثر من فصيل مثل ام الفحم وغيرها، عدد افراد الفصيل بين 10 الى 30 مقاتلا ، اما السلاح الشخصي كان بندقية بالاساس ومعظمها كانت من العهد العثماني تأتي بطريق التهريب من سوريا ولبنان وشرق الاردن وسيناء . بالاضافة الى الفصائل المنظمة كان هناك فزعات ، وهي الشرائح السكانية الاخرى التي كانت تشترك في كسر طوق يضرب على الثوار ، في التموين والاستضافة ومساعدتهم على الاختفاء بين السكان ، وشارك في ذلك معظم الشرائح السكانية بمن في ذلك النساء .

اشترك في الثورة في اوجها كان فيها 14 الف ثائر منظم عملوا في 11 منطقة ، وكان هناك قائد عام عسكري في فلسطين هو عبدالرحيم الحاج محمد من قرية ذنابة قضاء طولكرم وذلك في الفترة من صيف 1938 حتى استشهاده في 27 اذار 1939 والى جانبه كان يعمل مجلس قيادي جماعي تكون من عارف عبدالرازق من الطيبة ويوسف ابو درة من السيلة الحارثية وحسن سلامة من قرية قولا قضاء الرملة ومحمد الصالح الحمد من سيلة الظهر (استشهد في معركة دير غساني في ايلول 1938).

كما كان للثورة محاكم ثورية حاولت ان تكون بديلا عن السلطات البريطانية في كافة مناحي الحياة ، وكان هناك محكمة عليا ومحكمة استئناف عليا ، اما المحاكم المحلية والمنطقية فكان عددها 23 محكمة يشغلها 23 قاضيا وكانت تحكم حسب الشريعة الاسلامية ومجلة الاحكام العدلية العثمانية والاعراف الاجتماعية .

 ماذا كان دور علي الفارس في الثورة ؟

د. مصطفى كبها : علي الفارس كان الاخ الاكبر بين اخوين شاركا في الثورة وعلى الارجح انه من مواليد 1915 وشقيقه الشهيد احمد الفارس كان من مواليد 1918 ، عندما نشبت الثورة كان احمد صغير السن وقد رفض شقيقه علي اعطاءه بندقية في البداية ، ولكن بسبب عملية جريئة نفذها احمد في منطقة عين النبي عندما قتل جنديين بريطانيين واحضر سلاحهما لمركز قيادة الثورة ، انخرط ضمن الثوار واستشهد وهو ابن 19 عاما في كفر قرع . في حينه كان قائد المنطقة يوسف ابو درة والتي ضمت الكرمل ووادي عارة والروحة ومنطقة شمال جنين والمرج .

وكان للقائد ابو درة ثلاثة نواب وهم يوسف حمدان محاجنه (اللجون) من ام الفحم وسليمان الصعبي من عين غزال وصبري الحمد عصفور من السنديانة ، وعلي الفارس كان قائد احد الفصائل الثورية في ام الفحم والمنطقة واحمد الفارس كان مسؤولا في جهاز ثوري عام من وظيفته تصفية العملاء والمتعاونين وسماسرة الاراضي .

وبعد اصابته عام 1938 خرج علي الفارس الى سوريا للاستشفاء ثم ظهر ثانية في حرب 47 - 49 وكان قائد المنطقة من قبل جيش الجهاد المقدس التابع للهيئة العربية العليا وعلى الارجح انه غادر البلاد بعد تسليم المثلث الى إسرائيل كما نصت عليه اتفاقية رودس بين إسرائيل والأردن .

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]