في زيارة موقع بكرا لعيادة "شن عولام" الموجودة في المستشفى الفرنسي في الناصرة، التقينا بكلٍ مِن البروفيسور نتان شطيرمان المدير المسؤول عن علاجات التخدير الكلي والمرضى في حالات خطرة، كما التقينا أيضًا مع البروفيسور فيرد رايخ، المختصة بالتواصل الإنساني في العيادة، إضافة إلى لقاءٍ خاص مع الطاقم العامل والذي يشمل الممرضات والموظفات اللواتي يُقدمن خدمةً للمرضى على مدار الأسبوع.
وأسفر التعرّف على العيادة عن قرب، إلى الإطلاع على أهمية نشاط هذه العيادة، والتي تخدم شريحة كبيرة جدًا تشمل المجتمعين العربي واليهودي أيضًا.

ويتلقى العديد من المرضى مرافقة طبية، طوال فترة علاجهم، علمًا أنّ المرضى الذين يتوجهون إلى هذه العيادة الخاصة، هم في الأساس مرضى وُصفت حالتهم بالخطرة أو تلك التي تحتاج الى متابعة عن قرب، وقد يكونون أصحاب إعاقة، أو مرضى قلب، أو مرضى حالتهم تستدعي تواصلاً ليس فقط في ما يتعلق بالأساس، بل في مرضهم الذي يعانون منه.

  البروفيسور نتان شطيرمان: مرضانا يصلون إلينا من أقصى الشمال والجنوب!

يحدثني البروفيسور شطيرمان عن موضوع علاج الأسنان بالتخدير الكامل، وعلاج الأمراض الخطرة، ويشمل العلاج أمراض الدياليزا، مرضى القلب، أصحاب إعاقة، مرضى نفسيون، مرضى تخثر الدم، وأمراض أخرى كثيرة وتحتاج الى متابعة مستمرة.

وأشارَ بروفيسور شطيرمان إلى مستشفيات بدأت تعالج الأسنان بطريقة التخدير ومن بينها على سبيل المثال لا الحرص، مستشفى بوريا، مستشفى نهاريا، رمبام في حيفا، تل هشومير، ايخيلوف، بني تسيونا في حيفا، أما المستشفى السباق في العلاج بهذه الطريقة فهو مستشفى هداسا في القدس.
وفي ما يخص الخدمة التي تقدمها عيادة "شن عولام"، في المستشفى الفرنسي فإنها تشمل اقصى الشمال بِما في ذلك كريات شمونة، منطقة الجولان، وتمتد حتى العفولة، مجدال هعيمق، طرعان، كرميئيل، نهاريا، جت، ام الفحم، وحتى أنّ هناك مرضى يأتون من منطقة السلطة الفلسطينية ليحصلوا على خدمات في العيادة.

وعن الخطة المستقبلية التي يهتم بروفيسور شطيرمان بتقديمها فهي، أن يصل الى أكبر شريحة ممكن من المجتمع العربي، واليهودي دون استثناء، بِما في ذلك صغار وكبار السن.

البروفيسور فيرد رايخ: علاقتنا مع المرضى إنسانية قبل العلاجية!
• ماذا يميّز عيادة "شن عولام"؟
ما يميز تخصصنا في مجال علاج الأسنان، هو عملية التخدير الكلي والتعامل مع المرضى ذوو الحالات الصعبة بمن فيهم الذين يعانون من ضغط دم مرتفع، ومرضى السكري، وأمراض القلب، أو المرضى الذين أجروا عملية زرع أعضاء، كزراعة الكلية على سبيل المثال، فنحنُ نرافق مرضانا طوال مرحلة علاجهم، ونتابع احتياجاتهم وظروفهم الصحية.
كما يميز عيادتنا أنّ هناك متابعة إنسانية عالية إضافة إلى وجود طاقم طبي مهني صاحب قدرات طبية مميّزة، نحنُ نقدّم علاجًا نفسيًا وإنسانيًا من أعلى الدرجات.
 

• لماذا يتوجه المرضى للعلاج بالتخدير الكلي؟!
في الحالات التالية:
1- خوف وقلق شديد من قِبل المرضى، حتى أنك لا تستطيع أن تعالِج المريض إلا من خلال عملية التخدير الكلي.
2- هناك مرضى لا يتعاونون مع الطبيب الذي يقوم بعلاج أسنانهم، ليس بسبب الخوف فحسب، وإنما لعدم قدرة المريض على الاستجابة للطبيب، كما يتلقى العلاج أشخاص مع إعاقة، متوحدون، وغيرهم، هؤلاء جميعًا يحتاجون إلى علاج طب أسنان عن طريق التخدير الكلي.
3- يجب التشديد أنّ أطباء الأسنان الذين يعملون في مجال التخدير الكلي يجب ان يكونوا حاصلين على رخصة من قبل وزارة الصحة، ليكون باستطاعتهم الدخول إلى غرفة العمليات.
4- هناك مَن يتوجه إلى العلاج بالتخدير الكلي، بعد أن ترك أسنانه مدة طويلة دون علاج، ويحتاج الى علاج كبير للأسنان، ويعرف أنّ علاج الأسنان يتطلب أشهرًا طويلة، وقد يضطر إلى قضاء جُل وقته لدى طبيب الأسنان، الأمر الذي يُشعرهم بالملل من مواصلة العلاج، وفي النهاية يجد عيادتنا هي الملاذ التوحيد أمامه.
5- هناك مَن يخشى مِن قلع أسنانه ويخشى الوجع الهائل الذي تُحدثه عملية القلع هذه، فيضطر الى تلقي التخدير الكامل.
6- التعامل مع الأطفال، وهم شريحة كبيرة من المجتمع، الذين يستصعبون تلقي علاج عادي وأسهل طريقة لمنع توترهم وقلقهم المستمر، التخدير الكلي.

• هل يمكن أن تصفي العلاقة بينكم وبيْن المرضى؟!
العلاقة بين الطاقم الطبي لعيادة "شن عولام" وبين المرضى هي علاقة إنسانية في الأساس، هناك اهتمام كبير يتم التركيز عليه مِن قبل طاقمنا.
مِن بين الحالات التي نتابعها:
• مريضة قلب، تحتاج الى علاج متواصل، تبدو في حالة قلق دائم، ودورنا إن اقتصر على العلاج من خلال الأسنان، يكون منقوصًا، هُنا مهمتنا أن نتعامل مع المريضة كأخت وأم، فالجانب الإنساني كما أعود وأشدد هو الأساس في عملنا.
• نعتبر أنفسنا حضنًا دافئًا للأطفال، الذين يتلقون العلاج، إذ نشعرهم أنهم في بيتهم.
• وبعيدًا عن المهنية والإنسانية التي ننشدها، ونسعى إلى تحقيقها طوال الوقت، فإننا نعتمد على الثقة والأمان الذي لا يمكن العمل دون وجوده، بالإضافة الى التخدير الكلي والعلاج الدائم، فإنّنا نقدّم علاجات مستمرة مع مراقبة وتقديم استشارة طوال فترة العلاج، ولدينا طبيب مختص يراقب حالة هؤلاء المرضى، ويسهر على رعايتهم طوال الوقت الذي يحصلون فيه على علاج أسنان إضافة إلى متابعة عامة.

• حدثينا عن "شن عولام"؟!
لدينا مركز طبي كبير في مدينة تل أبيب يحمل اسم "شن عولام" ويشمل غرف عمليات، وأحد الأسباب التي دفعتنا الى الحضور الى منطقة الناصرة، والعمل في المجتمع العربي، أننا نعرف أنه لا توجد تغطية للمرضى التي توصف حالتهم بالخطيرة والذين يحتاجون إلى رعاية خاصة، ومرافقة طبية دائمة في المنطقة.

ونشير أنّ العيادة مفتوحة بشكلٍ يومي، باستثناء يوم الأحد، من الساعة الثامنة صباحًا وحتى الثامنة مساءً، علمًا أننا نسعى إلى أنّ تعمل العيادة طوال ايام الأسبوع، بما في ذلك ايام الآحاد، ولدينا طاقمٌ طبي مهني بدرجة عالية، لدينا طبيب اسنان مختص بالأطفال، وطبيب جراحة أيضًا.
والبروفيسور نتان شطيرمان يعمل ثلاثة أيام في الاسبوع، وهو متخصص في التخدير العام، والغريب في الأمر أنه عندما يكون موجودًا في العيادة فإنّ المرضى تتقاطر إلينا بصورة هائلة جدًا.

ويُشار أنّ هناك تعاونًا كبيرًا بين المستشفى الفرنسي، في الناصرة والذي تتواجد في إطاره عيادة "شن عولام"، ووفق ما تتطلبه الحاجة.

  لماذا يخاف الأطفال علاج أسنانهم؟!
نتحدث عن الأطفال العرب واليهود سواسية، دون تمييز بين الأطفال ورغبتهم في تناول الحلويات، وعدم فرك اسنانهم.
- اصطحاب الأطفال الى عيادة طب الأسنان، وجعله ينتظر في دورٍ كبير، ولمدة طويلة من الزمن، وهذا الأمر يُدخل الطفل في شعورٍ مقلق ويؤثر على نفسيته ورغبته في تلقي العلاج.
- استعمال كلمات، مثل "لا تقلق يا حبيبي، هذا لن يوجعك"، وهي جملة كفيلة بإدخال الطفل الى مرحلة من التوتر والقلق، ويسأل نفسه هل هو فعلاً مؤلّم؟ هذا الأمر يجعله يخاف ويحاول قدر الامكان الابتعاد عن هذا العلاج!
- قد تكون المشاهد التي يراها الطفل من خلال التلفزيون أو الانترنت، لعلاجات الأسنان، مشهدًا يخيف الطفل ويجعله يبتعد عن تلقي العلاج.
- وما نهيئه نحن - كما تقول بروفيسور فيرد رايخ – أننا نساعد الطفل على تجاوز هذا الخوف، فنهيء له جوًا مريحًا وغرفة علاج الأسنان، كما لو أنه في بيته وأمامه كافة التسهيلات والمناظر الطبيعية المريحة التي تجعله يجلس على الكرسي وأمام الطبيب بكل ثقة وتعاون.

•  بروفيسور فيرد رايخ – (اخصائية للعلاقات الإنسانية) تحدثنا عن أهمية الاتصالات الإنسانية فتقول:
1. إنّ الشرح الذي يقدمه الطبيب مهم جدًا في إصدار قرارات بشأن العلاج.
2. اسلوب الشرح يخلق علاقة من الثقة والدعم.
3. أبحاث كثيرة تشير على ان المُعالَجين يطلبون ومن حقهم الحصول على شرحٍ واضح مِن قِبل الطبيب.
4. بسبب التطورات الكبيرة في مجال الطب، التكنولوجيا، واستراتيجية العلاج، مرضى كثيرون يستصعبون فهم المصطلحات التي يتحدث بِها الأطباء، وبناءً عليه فمن المهم جدًا ان تكون هناك علاقة بين المستوى الطبي العالي والمهنية العالية.
ومِن هنا تأتي الحاجة الى وجود أخصائية للعلاقات الإنسانية ومهمتها أن تقدّم هي الشرح الكافي للمرضى، وتكون حلقة الوصل بين المريض والطبيب، وتُسهّل على المريض تلقي الإجابات اللازمة في الوقت المناسب.
وفي عيادة "شن عولام"، تتطور العلاقة بين المريض والطاقم الطبي، بحيثُ تتحول العلاقة إلى إنسانية وأخلاقية من الدرجة الأولى، لتُسهل تجاوز الأوجاع والتقدم في مراحل العلاج.

•  بطاقة طبيب:
• بروفيسور نتان شطيرمان حصل على شهادة طب الأسنان عام 1983.
• عام 1984 بدأ العمل في عيادة خاصة لعلاج الأسنان.
• بين الأعوام 1999-2008 – كان يعمل في علاج التخدير الكامل في إطار مشروع بين مستشفى آساف هروفيه وكوبات حوليم مؤحيدت.
• عمل في زراعة الأسنان ومتابعة عملية الزرع، بعد استكمال تعليمه في ألمانيا.
• طبيب مُشارك في مؤتمرات دولية في تخصصه.
• حاصل على لقب بروفيسور، في مهنته.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]