تعاني خربة صافا الواقعة إلى الغرب من بلدة بيت أمر شمال الخليل، من اعتداءات زمرة من مستوطنين يسرقون الأرض ويحرقونها، ليطوونها في سجلات الحكومة الإسرائيلية التي بات يسيطر عليها هؤلاء المستوطنين.
وكان آخر هذه الاعتداءات، الهجوم المسلح الذي شنه أكثر من 100 مستوطنًا على خربة صافا، حيث أطلق هؤلاء النار باتجاه المزارعين في المنطقة، ما أدى إلى استشهاد الفتى يوسف فخري اخليل (15 عاما)، إضافة إلى إصابة العديد ممن كانوا برفقته يفلحون في أراضيهم.
جبال صافا والاستيطان
عندما تعتلي جبال خربة صافا، وتطل بناظريك نحو ما تم الاستيلاء عليه من قبل الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه، تدمع عيناك حتى تجهش بالبكاء مرتين، أولاهما على ما بات يحكم به الاحتلال من الأراضي التي احتلت عام 1948 فجبال صافا تطل على مساحات واسعة من هذه الأراضي لتصل في بعض الأحيان إلى أن ترى البحر الأبيض المتوسط ومدينة عسقلان وحتى تل الربيع 'تل أبيب' التي احكم الاحتلال سيطرته عليها.
وتذرف دمعة أخرى، على المستقبل وما ينتظر هذه الجبال من خراب وتدمير، بعد أن أصبحت مهددة من قبل قطعان المستوطنين، الذين يمرحون فيها بأسلحتهم الممولة من قبل عالم، اقل ما يقال فيه انه 'أعور'.
بحرقة ومرارة تحدث الحاج علي احمد إبراهيم عادي (65عاماً)، قائلاً وهو ينظر صوب أرضه التي تبلغ مساحتها ما يزيد عن (450) دونما ' هذه أرضنا وملكنا ورثناها من آباءنا وأجدادنا، المستوطنين يداهمونها كل يوم، يخلعون ما نزرع ، ويمنعوننا من حرثها، ويسرقون ثمارها، لكنهم لن يستطيعوا سرقتها مدى الدهر، فأوراق ملكيتها لدينا ونحتفظ بها، لعل هذا العالم يتغير يوماً ويصبح أكثر عدلاً لإنصاف المظلوم ومعاقبة المعتدي'.
تبلغ مساحة هذه الأرض ما يقارب (3500) دونما، وهي ملك لأكثر من (30) مزارعاً من ثلاث عائلات وهي (عادي وقوقاس وصليبي) هذا ما قاله الشيخ محمد احمد إسماعيل عادي إمام مسجد بيت أمر الكبير مضيفاً 'نحن متمسكون بزراعتها وسنستمر بذلك كي نحافظ عليها، فهم يدمرون ونحن نبني ويقلعون ونحن نزرع، ليس منةً على احد فهي أرضنا ونحن أصحابها الحقيقيون'.
مطالبة بزيادة اهتمام السلطة الفلسطينية بالمواطنين المهمشين
وطالب عادي الجهات الرسمية والمختصة، وعلى رأسها السلطة الوطنية الفلسطينية، زيادة الاهتمام بهذه الأراضي، وتوفير الدعم اللازم والمناسب لاستصلاحها وعمارتها، وذلك من خلال فتح الطرق، وحفر الآبار، وتشييد البيوت البلاستيكية، مؤكداً أن هذا يساعد في إبعاد المستوطنين وغطرستهم عنها.
'عين الفرن وعين البياض والشمالية والعرق' أسماء تطلق على هذه الجبال ومنحدراتها منذ قديم الزمان، ولا زلنا محافظين عليها حتى الآن، حامين لها بأجسادنا وأرواحنا، فنحن شعب أعزل لا سلاح لدينا سوى إرادتنا القوية، التي لا زلنا ندافع بها عن حقوقنا وممتلكاتنا'، هذا ما ذكره الأستاذ المتقاعد محمود عبد الرحمن قوقاس (70عاماً) مضيفاً أن قلة الإمكانيات المالية وشحها، ساعد المستوطنين على التوسع في هذه الأراضي.
غنيم: نبذل كل الجهد لمساعدة المناطق المستهدفة
وبدوره أكد ماهر غنيم وزير الدولة لشؤون الجدار والاستيطان، لــــ"بكرا" أن وزارته تبذل كل الجهد الممكن لجعل هذه الأراضي ذات أولوية بما تستحقه من نفقات لاستصلاحها، ودعم المواطنين والمزارعين فيها لتثبيتهم بأراضيهم وعدم السماح للمستوطنين التوسع فيها.
وبين غنيم أن الشعب الفلسطيني وقيادته في خندق واحد، ويداً بيد، لمواجهة كافة الأخطار الناجمة عن الاحتلال ومستوطنيه، مؤكداً أن العمل الدءوب هو الشيء الوحيد الذي يحمي أرضنا من غطرسة الاحتلال وعنجهيته، حتى إقامة دولتنا الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.
[email protected]
أضف تعليق