يبدو أن متصفحي الإنترنت يحبون متابعة الزوايا الطبية في الشبكة، هذا ما استنتجه عدد من الباحثين في جامعة حيفا مؤخرا. فقد قالت نتائج بحث أجري هناك بأن غالبية المتصفحين يبحثون عن المواد الطبية في شبكة الإنترنت، كما أنهم يقومون في أعقاب ذلك بالاهتمام بصحتهم أكثر، بممارسة الرياضة وحتى بتغيير الأدوية التي يتناولونها والأطباء الذين يزورونهم.
شارك في البحث نحو 2000 مواطن يمثلون مجمل الشرائح السكانية في البلاد، وقد تبين من نتائج البحث أن 65% من متصفحي شبة الإنترنت من المنزل يقومون بالبحث عن زوايا ومواد طبية من أجل أبناء عائلاتهم، بينما يبحث نحو 62% من المشاركين عن هذه المواد من أجل الاستفادة الشخصية. من جهة أخرى، بين البحث أن النساء أكثر اهتماما بالبحث عن المواد والزوايا الطبية، حيث كانت نسبة النساء الباحثات عن هذه المواد للاستفادة الشخصية منها 66%، بينما اقتصرت على 49% لدى الرجال.
كما أشارت النتائج إلى أن نحو 10% من المستطلعين قاموا بتغيير الطبيب الذي يعالجهم في أعقاب تصفحهم لمادة طبية عبر الإنترنت، بينما طلب 14% من أطبائهم تغيير الدواء الذي يعطونهم إياه بالاعتماد على هذه النوعية من المواقع.
بالإضافة إلى ذلك، قال 54% من المشاركين بالبحث إن قراءة المواد الطبية في الإنترنت أثرت على عاداتهم الصحية، بينما قال 45% أن هذه المواد جعلتهم يبدؤون بممارسة النشاطات الرياضية، وقال 40% بأن المعلومات التي اطلعوا عليها في الشبكة شجعتهم على البدء بممارسة حمية غذائية.
خلال البحث طـُلب من المستطلعين تدريج مستوى ثقتهم بالمعلومات التي يتلقونها من مصادر مختلفة (من 1 إلى 5)، فتبين أن المتصفحين أكثر ثقة بالأطباء (معدل 4.13) تليهم الممرضات (3.5)، العائلة والأصدقاء (2.97).
أما عن درجة ثقتهم بالمعلومات الموجودة على صفحات مواقع الإنترنت فقد كانت بمعدل 2.74 نقطة، وهي تفوق نسبة ثقتهم بالمعلومات الموجودة بالمجلات الطبية المتخصصة (2.5) ومن الصحف (2.28)!
عن هذا الأمر، قال الباحثون بأنه لم يتم إيجاد أي علاقة بين مستوى ثقة المواطن بالطبيب وبين استخدام الإنترنت، فحتى من قالوا بأنهم يثقون بالطبيب لم يمتنعوا عن تصفح المواقع الطبية والبحث عن المعلومات الإضافية.
أحد الباحثين أكد بأن المهتمين بالمعلومات الطبية لا يغيرون المصدر الرئيس الذي يستقون معلوماتهم منه، ولكنهم عادة ما يبحثون في المواقع الطبية عن معلومات مكملة لما يتوفر لديه من معلومات.
وأضاف: "تشير هذه المعطيات إلى تشكل نوع جديد من مستهلكي المعلومات الطبية، وهم هؤلاء الذين يأخذون على عاتقهم أكثر وأكثر الاهتمام بحالتهم الصحية بشكل مباشر، مما يؤثر سلبا على مستويات ثقة الناس بالطبيب المعالج أو حتى الثقة بكل المؤسسة الطبية التقليدية".
[email protected]
أضف تعليق