"عَلى هَذهِ الأرض.. سيدة الأرض"، التي يحتضن ثراها رُفاته، وسَجَلت على جدارية لَحده، أسم لًفظه من خمسة حروف أُفقية التكوين.

شدني الشوق عند وصولي الى مدينة رام الله، للمرة الأولى بعد انقطاعي عنها ردحاً من الزمن، أن أزورَ تلك الرابية، التي رسمتها في ذهني، "مفروشةٌ بعشبٍ أخضرٍ مُعَمد، قد زينه النرجس، يخيم على قبره غصن زيتونة سلام، وبندقية ثائر تحرُسُ قبره، فلم أجد بندقية الثائر ولا غصن الزيتون!، فبدأت أتساءل أين ذهبوا برُفاة لاعب النرد؟، لم يكن هناك أكثر من ورشة عمل لمشروع يحمل اسم " صرح محمود درويش- حديقة البروة".

تكريم الوطن لشاعره الأول في ذكرى رحيله المقبلة..

تأتي فكرة مشروع حديقة البروة وبناء صرح للشاعر الراحل محمود درويش، تكريما لموروثه، وتخليداً لشعر وأعماله الأدبية، ووفاءً من الشعب الفلسطيني الذي حملت كلماته إليه قضية شعب كامل، ورسالة توقه إلى الحرية التي يكبلها الاحتلال.
وقامت بلدية رام الله بتخصيص قطعة أرض بجانب قصر رام الله الثقافي لهدف إقامة متحف يضم أعمال درويش إلى جانب ضريحه، بالإضافة إلى حديقة تحمل إسم " البروة" مسقط رأسه.وتأتي هذه المُبادرة بناءً على الاتفاقية بين بلدية رام الله ومؤسسة محمود درويش.
وقد حرصت البلدية على اقامة هذه الحديقة وفق رؤيتها بدعم الثقافة والنضال الفلسطيني بشتى أشكاله.

نقل الرفاة من مكانه...

في إطار تلك الورشة قام المهندسون بنقل الرُفاة الى تابوت مخصص من مكان دفنه الأصلي قرب قصر الثقافة ليبتعد قليلا إلى الخلق، لترتيب الحديقة وتهيئتها لاستقبال الزوار، ليبقى الجثمان محفوظا في التابوت في انتظار العودة إلى قرية البروة التي ولد فيها ليدفن هناك كما أوصى شاعرنا الكبير في حال توفرت الظروف لسياسية لذلك.

حديقة البروه في رام الله...


من البروة نهض محمود درويش وفي البروة سوف يبقى، وسوف يخلد دائما". تبلغ المساحة القائم عليه المشروع 9 دونمات، على التلة التي تحتضن جثمان الشاعر محمود درويش، وهي من تصميم المعماري الفلسطيني جعفر طوقان.
تحتوي حديقة البروة ضريح الشاعر درويش ومتحفاً تذكارياً وقاعة متعددة الأغراض ومسرحاً خارجياً وحديقة للتنزه ومسطحات مائية. الحديقة منسقة تحتوي على مساحات خضراء وزهور واشجار من الريف الفلسطيني وكذلك ممرات وجلسات ومسطحات مائية.
وتعتبر من إحدى الحدائق الهامة في مدينة رام الله والتي توليها بلدية رام الله الاهتمام الأكبر نظراً للإقبال الشديد على زيارة ضريح درويش، ولأهمية هذا الشاعر الذي جال بشعره وتناول القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني ونضاله العديد من دول العالم لينقل بالشعر روح القضية.

مبنى المتحف...

يهدف مبنى المتحف الى عرض بعض تذكارات الفقيد من مخطوطات ومقتنيات خاصة، كما سيحوي صالة عرض فيديو، ومكتبة تضم مؤلفاته ودواوينه بالإضافة إلى كتب أخرى في الأدب.
يتضمن المشروع أيضاً صالةٍ متعددة الأغراض، توفر فراغاً احتفاليا لاستضافة مناسبات ثقافية مختلفة، وذات تصميم مرن يتيح إمكانية تقسيمها الى ثلاث قاعات. إضافة الى مسرحٍ خارجي يتسع لـ 200 شخص، ويحتوي على منصة وغرف خدمات للعروض المختلفة.

الميزانية التي تم رصدها للمشروع...

تقدر التكلفة الإجمالية لمشروع إقامة الحديقة قرابة المليونين وثلاثمئة الف دينار أردني وستستمر أعمال التنفيذ بالحديقة 10 اشهر لتستقبل روادها في ذكرى ميلاده، ومن المتوقع أن تجذب الحديقة العديد من السائحين وزوار المدينة نظراً للاهمية الكبيرة التي يمتع فيها الشاعر الراحل محمود درويش محليا وعالمياً.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]