تقرير أولي: محاولة اعدام في نحف: شُنق، حُرق ونجا بإعجوبة!

الاحداث التي سنتطرق اليها في تقريرنا هذا ,ليس من نسج الخيال,وانما من الواقع المرير,وكان بالامكان اعتبارها اسطورة وقصة خيالية لغاية يوم الجمعة 13\08\2010، ولكن ما شهدته قرية نحف في ذلك اليوم تقشعر له الابدان,ويجعلنا نخشى لما يحمله الغد لنا، ففي حديث مع بعض المسنين في القرية اشاروا الى انهم لم يشهدوا مثل هذه الواقعة الاليمة ,كانوا شاهدين على اغتيالات وقتل "باسم الشرف! "ولكنهم ابدا لم يتوقعوا حدوث مثل هذه الجريمة.

من الجناة: مربي أجيال ومحاسب!

مراسل موقع "بكرا" التقى قائد شرطة كرمئيل رامي نايمراك للحديث حول حادثة حرق شاب من نحف، عبد الكريم عموري، فبناء على الشبهات، اربعة اشقاء من نحف اعتقلوا شابا في العشرينات من العمر، وذلك في اعقاب خلاف معهن نقلوه الى مكان ناء، علقوه على شجرة ولفوا الحبل حول عنقه، وبعد ان ايقنوا بانه فارق الحياة، حرقوه وفروا من المكان، وقد نجا الشاب بعد ان اوهم الجناة بانه ميت، حيث وصل الى المستشفى بحالة يرثى لها، وهناك وقبل ان يغمى عليه اعلم الاطباء بهوية الجناة، وبعد ساعات اعتقلت شرطة كرمئيل اربعة اشقاء احدهم مربي اجيال واخر مراقب حسابات.

تفاصيل الحادث..المغدور يطوف البلدة عار ومحروق

يوم الجمعة 13-8-2010 وبعد دقائق من منتصف الليل، تلقت شرطة كرمئيل بلاغا من مستشفى رمبام حول قضية الشاب المحروق الذي وصل المستشفى، بعد ان اقله احد مواطني نحف وبعد ان طاف "المحروق" شوارع نحف وهو عار.

قائد شرطة كرمئيل رامي نايمراك قال لبكرا: بناء على الشبهات، اربعة اشقاء اجبروا الضحية على مرافقتهم الى مكان ناء وبعيد عن القرية، وهناك قرر الاشقاء اغتياله فعلقوه بالحبل على الشجرة بهدف قتله، الضحية ايقن ان الاشقاء قرروا قتله وعليه تصرف وكأنه ميت، وبعد ان تاكدوا انه ميت، انزلوه عن الحبل، وسكبوا البنزين عليه وحرقوه ومن ثم فروا من المكان بسيارتهم.

الاحداث لم تتوقف عند هذا الحد، وما سنتلوه عليكم الان يعتبر حادث غير طبيعي فبعد ان انزلوه عن الحبل وحرقوه، تركوا المكان، فقام "المحروق" وركض باتجاه القرية وهو ينتزع ملابسه ليبقى عاريا، فوصل الى احدى مقاهي القرية وحالته يرثى لها، فطلب من صاحب المقهى ان ينقله الى المستشفى.

الضابط نايمراك أضاف قائلا: تم نقل الضحية الى عيادة القرية وتم استدعاء سيارة الاسعاف والتي نقلته الى مستشفى رمبام في حيفا، وفور وصوله سأله الاطباء عما جرى له وقبل ان يغمى عليه اعلم الاطباء بهوية الجناة.

إعتقال الجناة...

يوم السبت الفائت 14-8-2010 اعتقلت شرطة كرمئيل الاشقاء الاربعة، حيث وصلت قوات معززة للقرية واعتقلوا الجناة، وهم اربعة اشقاء تتراوح اعمارهم بين 30-40 عاما، احدهم مربي اجيال واخر مراقب حسابات، وقد مددت محكمة الصلح في عكا اعتقالهم مرتين كان اخرها يوم الخميس الفائت، حيث مدد القاضي وليم حامد اعتقالهم لمنتصف الاسبوع القادم.

ممثل الشرطة في جلسة تمديد الاعتقال اطلع القاضي على صور المصاب الراقد في مستشفى رمبام واشار الى ان الشرطة ما زالت في بداية التحقيقات وان امور عدة في القضية ما زالت سرية ولا يمكن الكشف عنها حاليا.

حول اسباب الحادثة المفجعة قال نايمراك بان الاسباب ما زالت مجهولة، ولكن تدور في قرية نحف احاديث عدة منها ان الاربعة قرروا قتل الضحية بسبب محاولة الاخير السطو على احد بيوت العائلة، فقبل 11 يوما تعرض منزل احد المشتبهين للسطو وقد قدم بلاغا في مركز الشرطة في كرمئيل بسرقة ما يقارب 20 الف شيكل من منزله، الاشقاء الاربعة اشتبهوا بالضحية بانه الجاني في عملية السطو التي تعرض لها منزل احد الاشقاء وعليه قرروا "تصفية" الحساب معه.

شرطة كرمئيل رفضوا التعقيب على هذه الادعاءات حول اسباب الحادث ولكنهم اكدوا بان المصاب اعتقل قبل 11 يوما في اعقاب الشكوى التي قدمها احد الاشقاء المشتبهين.

الضابط نايمراك انهى حديثه قائلا:الحديث يدور حول حادث غريب وخطير جدا، المشتبهين هم اشخاص طبيعيين ومعروفين في قريتهم بسمعتهم الجيدة وفي اعقاب الخلاف مع الضحية قرروا ان يحلوا مشكلتهم بتصفية الضحية وقتله، سنعمل المستحيل من اجل جمع الادلة الكافية .

محامية الدفاع تامي اولمان:"نجهل حيثيات القضية فالشرطة ما زالت تتكتم على ملف التحقيق"

المحامية تامي اولمان والتي تتولى الدفاع عن الاشقاء الاربعة اشارت الى انه وعلى الرغم من مرور اكثر من 10 ايام على اعتقال موكليها الا ان الشرطة ما زالت تتكتم على امور عدة وقدمت للمحكمة عدة ملفات سرية وامتنع محقق الشرطة الرد على اسئلة عدة طرحناها عليه، واشارت الى ان موكليها هم شخصيات محترمة، واضافت: امور عدة والتي ذكرت في تقريركم هذا نحن نجهلها ولم نعرفها من قبل".

مستشفى رمبام:" حالة المصاب ما زالت صعبة"

الناطق بلسان مستشفى رمبام في حيفا عقب على القضية بالقول:المصاب وصل الى المستشفى بعد معاناة وحروق بدرجة (3) في كل انحاء جسمه، ويرقد في قسم العناية المكثفة ويتنفس بشكل اصطناعي، حالته ما زالت صعبة، اجريت للمصاب عدة عمليات اولية والعلاج سيستمر من اجل انقاذ حياته.