بعد 27 عاما من العمل والعطاء المتواصل في تربية الاجيال كرمت المعلمة نادرة النمري بطردها من كلية الشميدت في أول أيام ارتداءها الحجاب!!

وفي لقاء خاص مع المعلمة نادرة النمري ( 56 عاما) اعربت عن استغرابها واستهجانها لقرار المدير وقالت:" بعد 27 عاما من العطاء يكون هذا مصيري بدلا من تكريمي، متسائلة أين الحرية الشخصية فهذا تجسيدا للعنصرية؟؟ علما أنه في كل غرف المدرسة يوجد فيها صليب، ولا أتدخل بذلك على الاطلاق لأنها علاقة الانسان مع ربه.

وأوضحت انها إجتمعت في تاريخ 3 – 5 – 2010 مع مدير المدرسة نيكولاس كيرشر وطلبت منه التخصص في تدريس الطالبات بتعليم مادة التربية الاسلامية فقط وإرتداء الحجاب، ولكنه عارض وقال أنه سيسأل راهبات المدرسة، وبتاريخ 12 – 5- 2010 رد المدير جواب الراهبات بالرفض، حيث قال لي اذا تريدي إرتداء الحجاب قدمي إستقالتك ."

وأضافت:" لم أتوقع رفض طلبي بارتداء الحجاب، وقد شعرت بالصدمه حينها، ففي المدرسة يوجد راهبات وأنا أحترمهن، وما جرى هو تدخل في ديني."

وأكدت المعلمة نادرة النمري على ارتياحها نفسيا لارتداء الحجاب، وعدم موافقتها على انتزاعه والتفاوض عليه." مضيفة :"من حقي العودة للتعليم في كلية شميدت ولكن بالزي الشرعي، وعليهم أن يحترموا قراري.

وأوضحت المعلمة النمري انها تعمل تدرس اللغة العربية والتربية الاسلامية منذ عام 1983 في كلية شميدت للبنات، حيث تعلم الدين للصف الأول الابتدائي حتى الخامس وتعلم اللغة العربية للصف الرابع .

وقالت النمري " لقد إرتديت الحجاب لقناعتي التامة به ، فقد إكتشفت بعد سنوات في تعليم الدين ، أنني أعلمه دون تطبيقه."
واشارت انها توجهت لمحامي الذي اكد لها بعدم وجود أي بند في العقد يمنعها من ارتداء الحجاب.

وكانت المعلمة النمري قد قررت ارتداء الحجاب يوم السبت الماضي الموافق 22 – 5 – 2010 ، وبينما كانت في احدى الصفوف لاخذ الحضور والغياب، حضرت السكرتيرة وطلبت منها مراجعة المدير على الفور، وحينها قال لها: لقد منعتك من إرتداء الحجاب لماذا تلبسيه ..؟ عليكي بانتزاعه للعودة الى الصف.

وقالت النمري:"خلال وجودي في المكتب وقعت على ورقة تفيد أنني سأرجع للتعليم في العام القادم، حينها قال لي المدير : لا يهم إذا وقعتيها وطالبته بورقة "الفصل"، الا انه طلب مني التوجه لمبنى الراهبة للحديث لها عن الأمر، لكنها لم تكن موجودة، وعندما تركتهم للتوجه لغرفة المعلمات من أجل أخذ أغراضي منعني المدير وطلب مني الحضور لأخذها بعد الظهر ، وأصر على عدم بقائي في المدرسة، وتم ايصالي لبوابة المدرسة الرئيسية.

الأهالي يحتجون..

وفي سياق متصل نظم اولياء الامور اعتصاما في ساحة كلية الشميدت احتجاجا على طرد المعلمة نادرة النمري من المدرسة، حيث التقوا مع ممثل الجمعية الألمانية للأراضي المقدسة بيرند موسنجوف الذي قال:" نحن لم نفصل المعلمة نادرة النمري، وإنما قلنا لها أخرجي من المدرسة ، بينما يقوم محامينا بدراسة الوضع . "

واعرب نبيل إزحيمان والد طالبتين في المدرسة عن اسفه الشديد لقرار ادارة المدرسة بحق المعلمة نادرة النمري ، لمجرد قرار شخصي بإرتداء الحجاب ، وقال:"ان هذا القرار يشكل صفعه للدور التربوي الذي يجب أن يكون في مؤسسة تربوية ، ويشكل عمليا إعدام لمبادىء التسامح والتعددية وقبول الغير وإحترام الديانات والقرارات الشخصية لأعضاء الهيئة التدريسية ."

وأضاف:" لقد توقعنا من مؤسسة تربوية واجبها زرع القيم الانسانية في طالباتها ، أن تكون هي المبادرة في العمل بموجب هذه القيم ، ولكن قرار المدرسة هذا يفهم منه أن هذه المدرسة لا تكن أي نوع من أنواع الاحترام لا للديانه الاسلامية ولا لقرارات المدرسات بلبس الزي الاسلامي ."

وتابع ازحيمان:" أنا أحترم الهوية الكاثوليكية للمدرسة ، لذلك قررت أن أدخل بناتي للمدرسة ب ، لإيماني السابق ان هذه المدرسة تقوم على مبادىء التسامح وإحترام الغير لكن هذا القرار الأخير، يعيد الكاثوليكية إلى أيام محاكم التفتيش وإلى الأيام المظلمه في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية، وهي ليست الكنيسة الكاثوليكية التي تنادي بالتسامح وإحترام الغير والمساواة بين الأديان وإحترام الحريات الشخصية ."

أما والدة إحدى الطالبات فقد قالت:" لقد شاركت اليوم في الاحتجاج من أجل إبنتي تأكيدا على الحرية الشخصية والفكرية والدينية، لو حتى في النهاية إضطررت لإخراجها من المدرسة ."

وأشارت أن مدير المدرسة الحالي كيرشر كان مديرا لمدرسة شميدت في الاسكندرية التي كانت جميع طالباتها ومعلماتها متحجبات!!!

ونوهت أنه قبل مدة إعترض أولياء الأمور على بعض معلمات المدرسة أكاديميا، وكانت رد المدير حينها عدم استطاعته بدفع التعويضات لهن، فلماذا يتم فصل المعلمة نادرة دون أن يكون ضدها أي إعتراض ...؟!

من جهته قال القسيس إبراهيم عازر:" نحن هنا شعب واحد لا يوجد فرق بين الديانة المسيحية والاسلامية ، ولكن يوجد قوانين للمؤسسات ."

من ناحيته وعد المدير بعدم التصعيد وأولياء الأمور التزموا بذلك أيضا، ولكنهم أكدوا أنه في حال إصرار المدير على فصل المعلمة نادرة النمري سيقوم الأهالي بتصعيد خطواتهم الاحتجاجية .
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]