هي قصة نجاح، تشبه حكايا الذين بدأوا من الصفر، ووصلوا الى القمة... وفي المشوار غير السهل نحو الصعود، كان لا بُدّ من القفز والتقدم وإلا عادت بِه المركِبة... عائلة نخلة وعلى رأسها الأب صبحي أمين نخلة (أبو يوسف)، واحدٌ من معالم شفاعمرو، وأحد رجال الأعمال الذين صنعوا بأيديهم مستقبل أبنائهم وبلدتهم ومجتمعهم.
وفي الحكاية تفاصيل يحدثنا عنها، ابنه البكر يوسف نخلة – مدير التسويق في شركة نخلة.
البداية: عام 1972
تركَ وظيفته كسائق تاكسي، وقرر أن يبيع القهوة المحمصة والمطحونة، كان الوالد صبحي نخلة (أبو يوسف)، أول مَن لمعت في رأسه الفكرة، فلطالما استمتع برائحة القهوة المنبعثة من دكانٍ حيفاويٍ لصديق، بينما اعتاد ابناء شفاعمرو على تحميص قهوتهم بأيديهم.
فكانت الفكرة والتنفيذ في أوائل السبعينات، بدأ أبو يوسف بتشغيل فرن القهوة بتيارٍ قوي متوسط الامكانيات، وكان التحميص ثم الطحن ثم التعبئة في أكياس عادية.
انتقلت الرغبة بشراء القهوة المحمصة والمطحونة من عائلة إلى أخرى، حتى اعتاد ابناء شفاعمرو وضواحيها على ارتياد المحمص واستلام طلبهم بأيديهم، تطور العمل، وصارَ لنخلة زبائنه الذين يبحثون عن "طعم قهوته ورائحتها الشهية".
1992: انتقال الى مصنع "قهوة نخلة" في المنطقة الصناعية
أبو يوسف، ضمّ ابناءه إليه، ليكونوا عونًا له وقت الحاجة، وحين تطورت المصلحة، توزّع الأبناء بين دراستهم الجامعية وبين مشاركتهم الوالد في المصلحة.
كان في كل يومٍ جديد يتقدّم المصنع، تزيد زبائنه، صار يوزّع البضائع على المحال التجارية والدكاكين الصغيرة في البلدة، وزادت الطلبات، وقبل 17 عامًا، قفزت قهوة نخلة، قفزة نوعية نحو الانتاج.
تطورت تقنيات الانتاج في المصنع، وتغيرت المفاهيم التسويقية، وفوق هذا وذاك، أدخل الغلاف المبكّت لكيس القهوة، ذو الميزة الخاصة، والشكل اللافت للنظر.
جاءَ الغلاف من ايطاليا مباشرة الى شفاعمرو ليحفظ قهوة نخلة، ويضمن جودتها العالية، بينما كانت تكلفته كبية.
غلافٌ بحلة حمراء، تركت اثرًا ولمست اقبالاً من قبل الجمهور حتى توجه أصحاب محامص القهوة بنفس الفكرة، لكن بعد 7 سنوات من دخول هذا الكيس المبكّت.
كان لفكرة الغلاف، القفزة النوعية والسبب الرئيس في شهرة "قهوة النخلة"، في البلدات العربية، إذ لم يعد هناك خوف من البيع المتأخر للقهوة، وخطر فساد المادة المحفوظة في الكيس، بل على العكس تمامًا، فالقهوة تحتفظ بقيمتها وجودتها طيلة الوقت، وحتى بعد سنة.
مجال التسويق والدعاية
جمع صبحي نخلة أبناءه (يوسف وسامر وكميل وعلاء) من حوله، ثم اختار كلُ واحدٍ منهم طريقة عمله، ووظيفته في المصنع، فأخذ بكرهم مسؤولية الدعاية والتسويق، وآخر تحمّل مسؤولية الانتاج والاستيراد والثالث مسؤول عن مجال البذورات في الشركة.
وعن التسويق تحديدًا حدثنا يوسف نخلة فقال: "نحن الشركة الأولى التي بدأت تتميز عن الشركات الاخرى وتتفوق نوعيًا في مجال القهوة".
كانت لمعة النجاح في التسويق بالنسبة لقهوة نخلة، تميزها بالأكياس الحمراء، فأخذت خاصية معينة، وصارَ الزبون يطلب "قهوة نخلة بالأكياس الحمراء".
ويبدو أنّ الغلاف الذي عُرف منذ 17 عامًا، حافظ على خاصيته، رغم بعض التعديلات البسيطة التي لا يمكن لمسها بسهولة، فالشعار اضيف عليه بعض التقنية، وكذلك الألوان وشكل القهوة، لكن ظلّ الأساس دون زعزعة، إنها تغييرات طفيفة تُسعد الزبون حيث يظل همه الاستمتاع بالغلاف ذو اللون الأحمر المميز.
تأثير الركود الاقتصادي على سوق القهوة!
يعتقد يوسف نخلة أنّ القهوة منتجٌ أساسي، كالحليب والخبز، بل له أفضلية أكبر لأنّ المرء قد يستغني عن وجبة فطوره أو غدائه أو عشائه، لكنه قليلاً ما يستطيع الاستغناء عن قهوته، سواء كانت صباحًا أو وقت القيلولة او مساءً.
"القهوة جزء لا يتجزأ من حضارتنا ومن نهجنا، وهي احدى اركان العادات والتقاليد الموجودة في حياتنا، ولذلك عندما يحصل ركود اقتصادي فإننا لا نشعر تغييرًا في المبيعات"
ويضيف يوسف نخلة: "رغم أنّ الركود الاقتصادي سبب أزمة محلية وعالمية، وأضرّ بالكثير من المنتجات، لكن في مسألة القهوة، لم نلمس نحن شخصيًا تغييرات في حجم المبيعات، بل إننا لمسنا تقدما وارتفاعًا مستمرًا في حجم مبيعاتنا، لكن الأمر الذي أضرّ بعض الشيء هو مشاكل الناس، وشيكاتهم التي ليس لها رصيد، وشيكات اخرى، استلمها بائع الحانوت من زبونه، وأيضًا لم يكن بالمكان صرفها، بلا رصيد، رغم ذلك مبيعاتنا مستمرة، لأنّ المنتوج أساسُ حياة العرب في البلاد"..
أهم مميزات قهوة نخلة
استطاعت قهوة نخلة خلال تجربة طويلة أن تكتشف سرّ الخلطة، فهناك عدة خلطات من القهوة، التي يتم شراؤها من الخارج بعدة أصناف متميزة، فدخل الى المختبر الشفاعمري في مصنع قهوة نخلة، ويتم تركيب الخلطة، بعد عدة تجارب، ثم تأتي عملية التحميص التي لا تقل أهمية عن تركيبة الخلطة نفسها، حتى باتت القهوة الشفاعمرية ذات طعم خاص ونادر ولا يتغير، منذ ان أحبه الناس، ويعتقد الشخص العادي أنّ الأمر بسيط، لكن في الحقيقة فإنّ تركيبة القهوة وتحميصها وتقديمها تحتاج الى ربما الى دكتوراة، وهي دراسة جادة في الدول الاوروبية.
علاقة قهوة نخلة بالسوق الاسرائيلي!
مع تطور شركة صبحي نخلة، رأى أفرادها أنّ من حقهم الشرعي أن يواصلوا انتاجهم في عالم القهوة، وجاءت فكرة القهوة "الاسبرسو"، التي حملت الاسم "انجلو"، حيث أصبحت الشركة تزوّد المطاعم ومعظم المحال التي تشغّل ماكنات اسبرسو كبيرة، حيث تستهلك كميات كبيرة من قهوة الاسبرسو، وبذلك صار للنخلة مكانه بين الإسرائيليين أيضًا.
ورغم أنّ قهوة نخلة لم تستطع ان تخترق الوسط اليهودي، الا انّ هناك شركات فعلت المستحيل من اجل اقتحام المجال العربي، ومنافسة قهوة نخلة، واحباط نجاحها، سيما وأنّ هناك شركتان عملاقتان تعملان في الوسط اليهودي اولهما شركة "عيليت"، وثانيهما شركة "نيسلي"، والشركتان لهما اسهامات محلية وعالمية بارزة.
ولا ينسى يوسف نخلة مدير التسويق ان يذكرني بمحاولة شركة عيليت لاقتحام المجتمع العربي، حيث حاول بشتى السبل اولها الاغراءات المادية والمنافسة للدخول بقوة الى البيت العربي، لكنّ الشركة قررت ان تدخل بصناعتها هي "أصالة"، القهوة التي صُنعت من أجل العرب، لكنها فشلت بعد سنتين من محاولة الاستقرار.
أبو سلمى تنافس قهوة نخلة بالكياس الحمراء؟!!
قررت شركة "قهوة نخلة"، أن تضيف صنفًا من قهوتها، لتظل في مصاف المنافسة الشرعية في السوق العربية، خاصةً أنّ الكثير من المحال خفضت من اسعارها، وعلّبت منتوج قهوتها، فكان الخيار في إدارة الشركة إما ترك المنافسين يتابعون نشاطهم أو أن يأتي منتوج بسعر أقل ينافس قهوة نخلة، لكنه في الحقيقة ينافس سائر المنتوجات في السوق العربي، حتى لا يخسر مكانته في السوق.
ثم كانت المفاجأة، "أبو سلمى"، بالمرطبان، يحقق"نجاحًا لا يمكن وصفه"، بسبب جودته كونه فعليًا منتوج "قهوة نخلة"، اضافة الى سعره الشعبي، وحجمه.
موضوع التسويق في المجتمع العربي!
يحدثني يوسف نخلة، مدير التسويق عن مجال التسويق، حيث يعتبره مجالاً صعبًا، وكثيرون نجحوا في ابتكار منتوجات بجودة عالية، لكنهم لم ينجحوا في تسويقها، ولم يقنعوا المستهلك، فخرجوا من سوق المنافسة.
ويلمس نخلة تغييرًا في المجتمع العربي في مسألة التسويق، لكنها لا تزال، حسب رأيه، تحتاج الى شوط طويل، وحرفية، وإدارة، سيما وأنّ "الكثيرون يتعاملون مع الموضوع بعشوائية".
ويقول نخلة: "الغالبية الساحقة تتعامل مع الموضوع كردة فعل لظواهر معينة، او لمشاكل آنية تحدث، لكنهم في الحقيقة يفتقرون الى خطة الاستراتيجية الواضحة التي تنظر الى الأفق الى السنة التي تليها، الى الأبعد، وهذا يتطلب عمل حسابات دقيقة ومعرفة الامكانيات المتوفرة والعمل بحسبها، عندها فقط ينجح الانسان بالوصول الى ما يريه أو حتى الى الأبعد".
ويرى نخلة أنه "من الخطأ أن يفكر الانسان انه يفقه في كل شيء، فأشهر الشخصيات في العالم كان لها مستشارين، وفي مجال التسويق هناك أشخاص مختصون، ويجب على أصحاب المصالح الاستعانة بهم، بعد دراسة مستفيضة وثقة متبادلة بين الاثنين".
يعود نخلة ويشدد على "الاستراتيجية المستقبلية للتسويق"، اضافة الى اختيار اسلوب الدعاية المدروس والمحبب الى الناس.
ونوه نخلة انه لا يمكن للمصلحة التي تمر بضائقة مالية ان تفكر ان الحل امامها هو شهر اعلانات، فليس من السهل اقناع الجمهور خلال شهر واحد بأهمية المنتوج، وربما تضيف هذه الخطوة فشلاً وغرقًا في وحل الديون، عكس ما كانوا يعتقدون.
ولخص نخلة فكرته بالقول: "إنّ التجربة هي التي تصنع الإنسان، وتعلمه لكنها بالتأكيد لا تضيف إليه إصرارًا ان لم يكن هو لديه الحافز والرغبة والهدف الذي يراه الآخرون مستحيل".
إضافات لا يمكن تخطيها:
*عدد العمال في شركة نخلة: 70 عاملاً.
*المصنع موجود على مساحة 500 متر في المنطقة الصناعية – شفاعمرو.
*السوق العربي يستهلك 1،700 طن بن وحصة قهوة نخلة منها 75% اي 1،300 طن.
*حجم المبيعات في شركة "نخلة"، 30 مليون شيكل سنويًا، اي قرابة 10% من حجم السوق الاسرائيلي، دون المكسرات والبهارات.
[email protected]
أضف تعليق
التعليقات
دعم المنتجات العربية واجب وطني , علينا كعرب لتشجيع الاستثمار الاقتصادي في الوسط العربي
ايميل [email protected]
عندي صديق يملك مصنع قهوة في ليبيا والمصنع ذو كفاءة عالية ولكن المشكلة أنه لم يستطع أختراق السوق
ماشاءالله عليكو وربنا يوفقكو انا من القدس وحابب اتعرف بالمدير التسويقي
شكرا لكم على الاستقبال 25.10 ونتمنى لكم النجاح الدائم واطلب لكم من الله الصحة والعافية والسعادة في حياتكم جميعا.
اهانتالتالتتلتلفتتتنتلا تلتلتلتتتلتلتتلتلتتلتلتتتبيتتلابلبللايب تىىىلتلتلتتلتتلتلتلتتلةت لالتلتتبلاىلاىىىىرىيالاتللا تتاتتتلتتاتلتلتلبتلبتبتبتتؤتبتبتللتابتبتب الالالالللرلرىلالاىررترتلاىترتررلر ىلاىرىلىىرىرلؤيبرىلاىرترىلاىلاىبلىلاىلا ىلاىلاىلاىلا ىىلارىرىىلالاؤ لالاىلىى ىىىىرىلالاىىرىلالا لاىىىىلاىلالاىلالالا لاىل ىلالالاؤلاىررىىلارلااتلالبتاةتلاررلاا ىىلاىلاىلاىلاىلالالاىلاىلا ةلا
اهانتالتالتتلتلفتتتنتلا تلتلتلتتتلتلتتلتلتتلتلتتتبيتتلابلبللايب تىىىلتلتلتتلتتلتلتلتتلةت لالتلتتبلاىلاىىىىرىيالاتللا تتاتتتلتتاتلتلتلبتلبتبتبتتؤتبتبتللتابتبتب الالالالللرلرىلالاىررترتلاىترتررلر ىلاىرىلىىرىرلؤيبرىلاىرترىلاىلاىبلىلاىلا ىلاىلاىلاىلا ىىلارىرىىلالاؤ لالاىلىى ىىىىرىلالاىىرىلالا لاىىىىلاىلالاىلالالا لاىل ىلالالاؤلاىررىىلارلااتلالبتاةتلاررلاا ىىلاىلاىلاىلاىلالالاىلاىلا ةلا
انا احب قهوة ابو سلمى كثيرا لانها تجعلني اشعر اني في عالم مختلف عالم جميل ولاكني لا انفي بقية انواع القهوة لان ابو سلمى المفضل عندي
انا امرأة تعشق القهوة وفي صدد إنشاء مصنع للقهوة انا من الجزائر واطلب من حضرتكم. نصيحة لكي ابتدأ مشواري امنى ان استفيد من خبرتكم وشكرا واهنىءكم على نجاحكم وأتمنى لكم المزيد من التألق