تكشف معطيات حوادث الطرق في إسرائيل أن عام 2025 سجل كواحد من أكثر الأعوام دموية على الطرق، مع سقوط 451 قتيلاً حتى الآن، أي بزيادة 5٪ مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي التي شهدت 428 قتيلاً، إضافة إلى إصابة آلاف الأشخاص بدرجات متفاوتة، ما يعكس تفاقم الظاهرة بدل انحسارها.
على الرغم من الانخفاض في عدد الحوادث والإصابات، شهد العام الجاري ارتفاعًا ملحوظًا في عدد الوفيات، وهو الاتجاه الثالث على التوالي منذ ثلاث سنوات، ما يجعله من أصعب الأعوام على الطرق الإسرائيلية في العقدين الأخيرين. وفق بيانات المكتب المركزي للإحصاء، شهدت الفترة بين يناير ونوفمبر وفاة 426 شخصًا، بزيادة 8.1٪ مقارنة بالفترة نفسها من 2024، في حين انخفض إجمالي الحوادث بنسبة 9٪ تقريبًا، مع انخفاض مماثل في عدد الإصابات. ويكشف شهر نوفمبر عن صورة مركبة، إذ انخفض عدد الحوادث والإصابات، لكن الحوادث المميتة والوفيات كانت أعلى من المتوسط على مدى السنوات السابقة، ما يعكس زيادة خطورة الحوادث حتى مع انخفاض تكرارها.
تقرير جمعية "أور ياروك" يعزز هذه الصورة القاتمة، إذ سجلت منذ بداية العام 452 حالة وفاة، بزيادة 5٪ مقارنة بعام 2024، وهو أعلى رقم منذ أكثر من 20 عامًا. كما شهدت الحوادث المميتة ارتفاعًا بنسبة 9٪، ويعزو التقرير ذلك إلى "قصور مستمر في الأولويات الوطنية" وغياب خطة وطنية شاملة للسلامة المرورية.
وتظهر البيانات أن العامل البشري يشكل السبب الرئيسي في غالبية الحوادث، متقدماً بفارق كبير على العوامل الأخرى. في صدارة الأسباب، يبرز عدم الالتزام بإشارة المرور، إذ وقعت 1762 حادثة نتيجة عبور الضوء الأحمر، كان 1263 منها من قبل رجال مقابل 480 امرأة. يليه عدم إعطاء حق الأولوية، الذي تسبب في 1096 حادثة، منها 763 من قبل رجال، ومخالفة عدم الحفاظ على مسافة الأمان مع تسجيل 470 حادثة، كان 353 منها من قبل رجال مقابل 82 امرأة. كما سجلت الانتقالات غير الآمنة بين المسارات 442 حادثة، كان 340 منها من قبل رجال. أما القيادة تحت تأثير الكحول، فقد تسببت بـ 148 حادثة، منها 124 رجلًا و21 امرأة. وسجلت السرعة الزائدة 66 حادثة خفيفة، إضافة إلى 430 حادثة قاتلة أسفرت عن وفاة شخص واحد على الأقل، بارتفاع 9٪ مقارنة بالسنة الماضية.
على المستوى المحلي، برزت مدينة حيفا بشكل سلبي، إذ سجلت 10 حالات وفاة، لتحتل المركز الرابع بين المدن الإسرائيلية الأكثر تسجيلًا للوفيات في حوادث الطرق، بعد تل أبيب-يافا (20 حالة وفاة)، القدس (16 حالة)، وبيتاح تكفا (11 حالة). هذا الرقم يضع حيفا فوق مدن ذات تعداد سكاني مماثل أو أكبر، ما يعكس خطورة الوضع على طرق المدينة.
وتشير البيانات الوطنية إلى أن الفئات الأكثر تعرضًا للخطر تشمل المشاة وراكبي الدراجات النارية والسكوتر (27٪ لكل فئة)، كبار السن فوق 65 عامًا (22٪)، والشباب بين 15 و24 عامًا (22٪). ووقعت 59٪ من الوفيات على الطرق بين المدن، فيما حدثت 38٪ داخل المناطق الحضرية، ما يجعل المدن الكبرى مثل حيفا أكثر عرضة للمخاطر.
الاختلاف بين انخفاض عدد الحوادث وزيادة الوفيات يؤكد أن المشكلة لا تكمن فقط في تكرار الحوادث، بل في شدتها وخطورتها. تصنيف حيفا ضمن المدن الأكثر فتكًا يسلط الضوء على الحاجة الملحة لإعادة النظر في البنية التحتية، وإنفاذ قوانين المرور، والتخطيط العمراني، وحماية مستخدمي الطرق الأكثر عرضة للخطر.
وتحذر البيانات من أن انخفاض عدد الحوادث وحده لن يقلل الوفيات، إلا إذا تم تنفيذ تدابير منهجية وطويلة الأمد لتعزيز السلامة المرورية. الأرقام تعكس الواقع اليومي على الطرق، وتؤكد على ضرورة اتخاذ خطوات عاجلة قبل فوات الأوان.
[email protected]
أضف تعليق