هدمت القوات الإسرائيلية، صباح اليوم الاثنين، بناية سكنية كبيرة في منطقة واد قدوم بحي رأس العامود في بلدة سلوان، جنوب المسجد الأقصى، وسط انتشار أمني واسع وإغلاق كامل لمحيط المنطقة. عملية الهدم أدّت إلى تشريد 13 عائلة مقدسية، بعد إخراج السكان من منازلهم بشكل فوري، دون تمكينهم من أخذ مقتنياتهم أو الاستعداد للإخلاء.
وقال رئيس لجنة الدفاع عن بلدة سلوان، فخري أبو ذياب، في تصريحات لموقع «بكرا»، إن البناية المستهدفة، المعروفة باسم “عمارة الوعد”، قائمة منذ أكثر من ثلاثين عامًا، ومقامة على أرض خاصة، ويقطنها نحو مئة شخص، غالبيتهم وُلدوا ونشأوا فيها. وأوضح أن قرار الهدم جاء في إطار سياسة رسمية تهدف إلى تفريغ أحياء مقدسية من سكانها الفلسطينيين، وجرى تنفيذه بتوجيهات مباشرة من وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير.
مسار قانوني
وأشار أبو ذياب إلى أن القوات اقتحمت المنطقة في ساعات الفجر الأولى، وفرضت طوقًا أمنيًا مشددًا حول البناية، مع إغلاق الطرق الرئيسية المؤدية من سلوان إلى القدس وجبل المكبر، قبل البدء بإخراج السكان بالقوة. وأضاف أن السكان مُنعوا من إخراج أي من ممتلكاتهم الشخصية، وتعرض عدد منهم للاعتداء، كما جرى اعتقال اثنين من قاطني البناية، إلى جانب إصابات في صفوف سكان آخرين وفي المنازل المجاورة.
وبيّن أبو ذياب أن أصحاب البناية خاضوا مسارًا قانونيًا طويلًا أمام المحاكم الإسرائيلية، ودفعوا أكثر من مليون شيكل في محاولة لوقف الهدم، إلا أن جميع هذه الجهود لم تُجدِ نفعًا. واعتبر أن هذه النتيجة تؤكد غياب أي أفق حقيقي للإنصاف القضائي في قضايا البناء والسكن في القدس.
ولفت إلى أن هدم “عمارة الوعد” لا يُعد حالة منفردة، بل يأتي ضمن مخطط أوسع يستهدف عشرات المباني في محيط البلدة القديمة والمسجد الأقصى، في سياق تغييرات عمرانية وديمغرافية متسارعة. وأشار إلى أن ذريعة “عدم الترخيص” تُستخدم بشكل متكرر لهدم المنازل الفلسطينية، في وقت يُحرم فيه السكان من إمكانيات التخطيط والبناء، بينما تُقام على مقربة من الموقع مشاريع استيطانية جديدة على أراضٍ صودرت بذريعة “أملاك الدولة”.
وحذّر أبو ذياب من أن المخططات الجارية في سلوان تشمل إقامة مئات الوحدات الاستيطانية الجديدة في مناطق محاذية لجدار الفصل، ما ينذر بمزيد من الهدم والتشريد خلال المرحلة المقبلة.
[email protected]
أضف تعليق