مسيحيو غزة تحت العدوان: العدد يتراجع إلى 700 وبطريرك اللاتين يؤكد البقاء وإعادة الإعمار

قال بطريرك القدس للاتين الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا إن الوجود المسيحي في قطاع غزة يواجه واحدة من أصعب مراحله، في ظل العدوان المتواصل، الذي أدى إلى تراجع عدد المسيحيين إلى نحو 700 فقط، بعد أن كان يقارب 1100 قبل اندلاع الحرب، إضافة إلى دمار واسع طال البيوت والمدارس وأماكن العبادة.

وجاءت تصريحات بيتسابالا خلال زيارته الراعوية الميلادية إلى مدينة غزة، حيث وصل أمس الجمعة إلى كنيسة العائلة المقدسة برفقة النائب البطريركي العام المطران وليم شوملي ووفد من البطريركية اللاتينية في القدس، في زيارة تستمر ثلاثة أيام، قبيل عيد الميلاد المجيد حسب التقويم الغربي.

لا يمكن النسيان

وأكد البطريرك، خلال لقائه أبناء الكنيسة، أن ما جرى في غزة لا يمكن نسيانه، لكنه شدد في الوقت ذاته على التطلع إلى المستقبل، قائلاً إن المسيحيين سيبقون في غزة وسيعيدون بناء بيوتهم ومدارسهم وحياتهم، رغم حجم الدمار. وأضاف أن الوجود إلى جانب الناس، في هذا الظرف، يشكل بحد ذاته رسالة، خصوصًا في ظل ما وصفه ببحر الدمار الذي خلّفه العدوان.

وأشار إلى أن معاناة المجتمع المسيحي انعكست بشكل خاص على الأطفال والتعليم والحياة اليومية، لكنه أكد أن شعلة الأمل ما زالت حاضرة، وأن الكنائس في مختلف أنحاء العالم متحدة مع غزة، وترافقها بالصلاة والتضامن والدعم العملي.

اعتداءات على الكنائس 

ويحل عيد الميلاد للعام الثالث على التوالي على قطاع غزة في ظل الحصار والعدوان، حيث اضطرت عائلات مسيحية كثيرة إلى النزوح من منازلها إلى كنيسة العائلة المقدسة وكنيسة القديس بورفيريوس للروم الأرثوذكس والكنيسة المعمدانية داخل مستشفى الأهلي العربي. وقد تعرضت الكنائس الثلاث خلال الحرب للقصف والتدمير، ما أدى إلى سقوط شهداء وجرحى بين النازحين.

وتعرضت كنيسة العائلة المقدسة لاعتداءات متكررة، كان آخرها في تموز 2025، وأسفر عن استشهاد ثلاثة مواطنين وإصابة آخرين، بينهم راعي الكنيسة. كما استشهدت امرأتان في كانون الأول 2023 داخل حرم الكنيسة جراء إطلاق نار، في حين قُصفت كنيسة القديس بورفيريوس في تشرين الأول 2023، ما أدى إلى استشهاد 18 شخصًا، بينهم عشرة من عائلة واحدة، إضافة إلى تضرر دار المحبة والسلام التي تؤوي أطفالًا وكبار سن من ذوي الاحتياجات الخاصة.

وبحسب بيان البطريركية اللاتينية، تهدف الزيارة الحالية إلى الاطلاع على أوضاع الرعية والجهود الإنسانية الجارية، وتقييم احتياجات المجتمع المسيحي، إلى جانب ترؤس قداس عيد الميلاد المجيد، في رسالة تؤكد التزام الكنيسة بمرافقة غزة، وإعادة بناء الكنيسة والحياة فيها رغم كل ما خلّفه العدوان.