ستوديو بكرا| ميرا توما: التطوير الاقتصادي يبدأ من تطوير الإنسان نفسه

للعام الثامن عشر على التوالي، وعلى مدار ثلاثة أيام امتدت من 17.12.25 حتى 19.12.25، واصل ستوديو موقع بكرا لقاءاته من فندق غولدن كراون في مدينة الناصرة، مستضيفًا شخصيات تعمل في مجالات الوعي، المهارات الحياتية، وبناء القدرات الفردية في زمن اقتصادي متغيّر.

ومن ضمن الفعاليات، التقينا بميرا توما، مدرّبة في مجال تطوير الذات، في حوار تناول العلاقة بين التطوير الشخصي، بناء الأعمال، وتحسين الوضع الاقتصادي، سواء على المستوى الفردي أو المهني.

وأكدت توما أن أي عملية تطوير، سواء في مجال الأعمال، العلاقات، أو الوضع المادي، تبدأ من الإنسان نفسه. وأوضحت أن كثيرين يتوجهون إليها بهدف تطوير مشاريعهم أو تحسين أوضاعهم الاقتصادية، لكنهم يغفلون أن البزنس أو المشروع هو انعكاس مباشر للشخص الذي يديره، لطريقة تفكيره، ثقته بنفسه، وقدرته على اتخاذ القرار.

وشددت على أن تطوير الأعمال لا يمكن فصله عن تطوير الذات، موضحة أن المشروع، مهما كانت أدواته أو خططه، يبقى محدودًا إذا لم يواكبه وعي داخلي، وضوح في الأهداف، وفهم عميق للذات. وأضافت أن لا وجود لما وصفته بـ“القاعدة الذهبية” التي تناسب الجميع، لأن لكل إنسان مساره الخاص، والتحديات التي عليه العمل عليها داخليًا قبل أن يرى نتائج خارجية.

وفي حديثها عن طبيعة المتوجهين إلى مجال تطوير الذات، أشارت توما إلى أن الغالبية العظمى هم من النساء، بنسبة تصل إلى نحو 90 بالمئة، وهي نسبة لافتة لا تقتصر على تجربتها الشخصية فقط، بل تعكس اتجاهًا عامًا في هذا المجال. وأوضحت أن العديد من الأبحاث تشير إلى أن النساء يمتلكن وعيًا أعلى بالوضع الذي يعشنه، وبالحاجة إلى التغيير، سواء على الصعيد الشخصي أو الاقتصادي.

وأضافت أن هذا الوعي يدفع النساء إلى البحث عن أدوات تساعدهن على تحسين حياتهن، بناء مشاريعهن، وتعزيز استقلاليتهن المادية، في حين أن كثيرًا من الرجال ما زالوا يترددون في طلب المساعدة أو الالتحاق بمسارات تطوير ذاتي، نتيجة تصورات اجتماعية تعتبر ذلك ضعفًا لا حاجة له.

وأكدت توما أن تطوير الذات لا يعني التلقين أو فرض مسار واحد، بل هو عملية مرافقة تساعد الإنسان على اكتشاف أدواته الخاصة، نقاط قوته، والعوائق التي تمنعه من التقدّم، سواء في حياته المهنية أو الاقتصادية. وشددت على أن الاستثمار الحقيقي يبدأ من الداخل، لأن الإنسان حين يتغيّر، تتغيّر معه نتائجه، دخله، وقدرته على بناء مستقبل أكثر استقرارًا.

لمعرفة المزيد من تفاصيل الحوار، يمكنكم/ن مشاهدة اللقاء كامل.
إخراج وتصوير: إيهاب حصري
ديكور وأثاث: معرض ومفروشات بيتي – بإدارة أدهم حبيب الله
معرض بولس زهر
ستائر أذواق