للعام الثامن عشر على التوالي، وعلى مدار ثلاثة أيام امتدت من 17.12.25 حتى 19.12.25، واصل ستوديو موقع بكرا لقاءاته من فندق غولدن كراون في مدينة الناصرة، مسلّطًا الضوء على مبادرات فردية تعكس قصص نجاح، شجاعة في اتخاذ القرار، وبناء مشاريع من رحم التجربة الشخصية.
ومن ضمن الفعاليات، التقينا برنا جبارين (ام ينال)، صاحبة مطعم “ممائيش زعتر”، وموظفة سابقة في بلدية أم الفحم على مدار خمسة وعشرين عامًا، في حوار تناول انتقالها من العمل الوظيفي إلى ريادة الأعمال، وبناء مشروع مستقل يحمل طابعًا ثقافيًا وبيتيًا واضحًا.
وتحدثت رنا جبارين (ام ينال) عن مسيرتها المهنية الطويلة في جهاز التربية والتعليم والبلدية، مؤكدة أن قرار التقاعد المبكر لم يكن انسحابًا من العمل، بل انتقالًا واعيًا إلى مرحلة جديدة أكثر انسجامًا مع طاقتها ورغبتها في التجديد. وأضافت أنها لطالما آمنت بالتغيير، ورفضت فكرة انتظار سن التقاعد الرسمي دون خوض تجربة شخصية تعكس شغفها الحقيقي.
وأوضحت أن فكرة افتتاح المطعم جاءت في مرحلة متأخرة نسبيًا، بعد سنوات من العطاء المهني والعائلي، مؤكدة أن المشروع لم يكن مجرد مصدر دخل، بل مساحة لتحقيق الذات، وإعادة الاتصال بالمطبخ البيتي الذي تعلّمته من والدتها وطوّرته بأسلوبها الخاص.
وعن اختيار اسم “ممائيش زعتر”، أشارت إلى أن الزعتر ليس مجرد مكوّن غذائي، بل رمز للأرض، الذاكرة، والهوية الفلسطينية، وأن الاسم يحمل في طيّاته أكثر من معنى، يجمع بين الانتماء الثقافي والبعد العاطفي المرتبط بالأم والبيت. وأضافت أن الاسم غير تقليدي، يلفت الانتباه، ويترسخ في الذاكرة، وهو ما كانت تسعى إليه منذ البداية.
وبيّنت أن المطعم يقدّم مأكولات شعبية بروح بيتية صادقة، تعتمد على وصفات بسيطة، طازجة، ومحضّرة بعناية، بعيدًا عن التعقيد أو التكلّف. وأكدت أن الفكرة الأساسية كانت خلق مكان يشعر فيه الزبون بالدفء، وكأنه يتناول طعامه في بيت يعرفه.
وأشارت إلى أن جمهور المطعم متنوّع، يشمل عائلات، مجموعات تربوية، جمعيات، معلمين، وطلاب مدارس ثانوية، لافتة إلى أن المكان تحوّل مع الوقت إلى نقطة لقاء اجتماعية، وليس مجرد مطعم عابر، وهو ما تعتبره أحد أهم عناصر نجاح المشروع.
وأكدت جبارين أن تجربتها تحمل رسالة واضحة، مفادها أن العمر أو الخلفية المهنية لا تشكّل عائقًا أمام بناء مشروع ناجح، وأن الجرأة في اتخاذ القرار، إلى جانب الصدق في الفكرة، هما مفتاحا الاستمرارية والنجاح.
لمعرفة المزيد من تفاصيل الحوار، يمكنكم/ن مشاهدة اللقاء كامل.
إخراج وتصوير: إيهاب حصري
ديكور وأثاث: معرض ومفروشات بيتي – بإدارة أدهم حبيب الله
معرض بولس زهر
ستائر أذواق
[email protected]
أضف تعليق