للعام الثامن عشر على التوالي، وعلى مدار ثلاثة أيام امتدت من 17.12.25 حتى 19.12.25، واصل ستوديو موقع بكرا لقاءاته الختامية لعام 2025، مستضيفًا شخصيات مهنية واجتماعية ناقشت قضايا مركزية تمس المجتمع العربي، وعلى رأسها أوضاع الشباب والتحديات المتفاقمة التي يواجهونها.
ومن ضمن الفعاليات، التقينا برئيفة حكروش، عاملة اجتماعية ومديرة قسم التعايش المشترك في المركز التربوي للأبحاث في حيفا، في حوار تناول واقع الشباب في ضائقة داخل المجتمع العربي، وأسباب تفاقم الظاهرة، والدور المطلوب من العائلة والمؤسسات في مواجهتها.
وأكدت حكروش أن المعطيات المتوفرة مقلقة، وتشير إلى ازدياد واضح في أعداد الشباب الذين يعيشون في ضائقة، مع انخفاض مقلق في متوسط الأعمار. وأوضحت أنه بعد أن كانت الضائقة تتركز في الفئة العمرية 16–18 عامًا، باتت اليوم تطال أطفالًا في سن 11 و12 عامًا، ما يعكس عمق الأزمة وخطورتها.
وأشارت إلى أن أسباب هذه الظاهرة متعددة ومتشابكة، ولا يمكن فصلها عن السياق الاقتصادي، الاجتماعي والسياسي العام، مؤكدة أن الأزمات العائلية، الفقر، عدم الاستقرار، والضغوط اليومية، كلها تتقاطع في حياة الشباب العرب وتؤثر بشكل مباشر على تطورهم النفسي والسلوكي، وتنعكس في نهاية المطاف على تصرفاتهم ومساراتهم الحياتية.
وفيما يتعلق بدور التربية، شددت حكروش على أن للتربية دورًا محوريًا لا يمكن تجاهله، لكنها أوضحت في الوقت ذاته أن التربية لا تعمل في فراغ. فالأزمات الاجتماعية والاقتصادية تؤثر على العائلة، المدرسة، والبيئة التربوية ككل، ما يحدّ أحيانًا من قدرة الأهل والمؤسسات التعليمية على أداء دورهم بالشكل المطلوب، ويؤدي إلى تراكم التحديات أمام الشباب.
وعن دور العائلة، أكدت حكروش أنها لا تؤمن بوجود عائلة لا ترغب في مصلحة أبنائها، لكنها شددت على أن حماية الشاب من الضائقة لا يمكن أن تنجح دون تمكين العائلة نفسها. وأوضحت أن التعامل مع الشاب بمعزل عن محيطه الأسري يُعد تدخلًا ناقصًا، وقد يؤدي في بعض الحالات إلى نتائج عكسية، خاصة إذا عاد الشاب إلى بيت غير مهيأ لفهم أزمته أو التعامل مع الإشارات التحذيرية لسلوكه.
وأضافت أن الحل يكمن في مقاربة متوازنة ترى في العائلة شريكًا أساسيًا في المرافقة والتوجيه، وتعمل على دعم الأهل إلى جانب دعم الشباب، بما يتيح خلق بيئة حاضنة قادرة على الاستجابة المبكرة للأزمات بدل تفاقمها.
وشددت حكروش على أن مسؤولية معالجة ضائقة الشباب لا تقع على العائلات وحدها، بل تتطلب تدخلًا مؤسساتيًا جديًا، وسياسات واضحة من قبل صناع القرار، تضع قضايا الشباب في صلب الاهتمام، وتوفّر أطر دعم، مرافقة، ووقاية شاملة، تستجيب لحجم التحديات التي يواجهها الجيل الصاعد في المجتمع العربي.
لمعرفة المزيد من تفاصيل الحوار، يمكنكم/ن مشاهدة اللقاء كامل.
إخراج وتصوير: إيهاب حصري
ديكور وأثاث: معرض ومفروشات بيتي – بإدارة أدهم حبيب الله
معرض بولس زهر
ستائر أذواق
[email protected]
أضف تعليق