للعام الثامن عشر على التوالي، وعلى مدار ثلاثة أيام امتدت من 17.12.25 حتى 19.12.25، اختتم ستوديو موقع بكرا من فندق غولدن كراون في مدينة الناصرة لقاءات عام 2025، في سلسلة حوارات استضافت شخصيات مجتمعية فاعلة تناولت قضايا اجتماعية وإنسانية تمس فئات مهمّشة في المجتمع العربي.

ومن ضمن الفعاليات، التقينا بزهرية عزب، المديرة العامة لصندوق ومؤسسة مسيرة لذوي الإعاقة، في حوار تناول رسالة المؤسسة، مسارات عملها، والتحديات المتزايدة التي تواجه الأشخاص ذوي الإعاقة وعائلاتهم، خاصة في ظل الأزمات المتراكمة التي شهدها العام الأخير.

وأوضحت عزب أن مؤسسة مسيرة انطلقت في بداياتها من هدف أساسي يتمثل في رفع الوعي بقضايا الأشخاص ذوي الإعاقة في المجتمع العربي، مع التشديد على استخدام المصطلح القانوني والمهني “ذوو الإعاقة”، باعتباره يعكس احترام الكرامة والحقوق. وأضافت أن رفع الوعي لم يكن الهدف الوحيد، بل رافقه عمل منهجي على تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة، من خلال مرافقتهم في تحصيل حقوقهم أمام مؤسسات الدولة، صناديق المرضى، والمؤسسات المختلفة.

وأكدت أن عمل المؤسسة شمل أيضًا احتواء العائلات، باعتبارها جزءًا لا يتجزأ من منظومة الدعم، حيث طوّرت مسيرة برامج متكاملة تهدف إلى دمج الأشخاص ذوي الإعاقة في المجتمع، وتمكينهم ليكونوا أفرادًا فاعلين، منتجين، ومشاركين في الحياة العامة، لا مجرد متلقين للخدمات.

وفي حديثها عن أبرز مشاريع عام 2025، أشارت عزب إلى أن المؤسسة نفذت عددًا من المبادرات، إلا أن أكثرها إلحاحًا وتأثيرًا كان إطلاق مجموعات دعم نفسية لأهالي أطفال وأشخاص ذوي إعاقة، خاصة في ظل فترة الحرب. وقالت إن المؤسسة رصدت أزمة حقيقية لدى العائلات، تجمع بين ضغوط الحرب والمسؤوليات الثقيلة الملقاة على عاتق الأهل، ما استدعى تدخلًا مباشرًا وسريعًا.

وأضافت أن مجموعات الدعم ركزت بشكل خاص على الأمهات، باعتبارهن الأكثر حضورًا في حياة الأطفال والأشخاص ذوي الإعاقة داخل البيت، والأقل حصولًا على مساحة للتعبير عن الضغوط النفسية التي يعشنها. وأوضحت أن هذه المجموعات، التي أدارها مختصون ومختصات، وفّرت بيئة آمنة للتفريغ النفسي، المشاركة، والتضامن، وكان لها صدى واسع وتأثير ملموس على المشاركات.

وأكدت عزب أن دعم الأهل هو ركيزة أساسية في أي مسار تمكين، لأن تمكين الأم أو العائلة ينعكس مباشرة على قدرة الطفل أو الشخص ذي الإعاقة على الصمود، النمو، والاندماج. وأضافت أن مجرد شعور الأم بأنها ليست وحدها، وأن هناك مؤسسة تتابعها وتدعمها، يشكّل بحد ذاته خطوة علاجية مهمة.

وفي حديث شخصي، تطرقت عزب إلى تجربتها الذاتية، مشيرة إلى أن والدتها، ككثير من الأمهات، لم تحظَ في الماضي بدعم نفسي أو برامج احتواء، وعاشت سنوات طويلة وهي تتحمّل العبء بصمت. واعتبرت أن هذه التجربة الشخصية شكّلت دافعًا إضافيًا لبناء نموذج مختلف اليوم، يعترف بمعاناة الأمهات، ويمنحهن مساحة للحديث، الدعم، والمرافقة.

وشددت على أن مسيرة تسعى إلى كسر هذا الصمت التاريخي، وتحويل التجربة الفردية القاسية إلى عمل مؤسسي منظم، يضع كرامة الإنسان وحقه في الدعم النفسي والاجتماعي في صلب العمل الأهلي.

لمعرفة المزيد من تفاصيل الحوار، يمكنكم/ن مشاهدة اللقاء كامل.
إخراج وتصوير: إيهاب حصري
ديكور وأثاث: معرض ومفروشات بيتي – بإدارة أدهم حبيب الله
معرض بولس زهر
ستائر أذواق

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]