ستوديو بكرا| رينا زعبي: غياب الاستقرار السياسي والاقتصادي يقيّد عمل الجمعيات الصحية ويضاعف التحديات

للعام الثامن عشر على التوالي، وعلى مدار ثلاثة أيام امتدت من 17.12.25 حتى 19.12.25، التقينا في ستوديو موقع بكرا بمدينة الناصرة، حيث اختُتمت لقاءات العام من فندق غولدن كراون، في سلسلة حوارات تناولت حصاد عام 2025، والتحولات السياسية والمجتمعية وانعكاساتها على مؤسسات المجتمع المدني.

ومن ضمن الفعاليات، التقينا بالمهندسة رينا زعبي، مديرة جمعية نيسان لصحة الجهاز الهضمي والكبد والتغذية، في حوار تناول تأثير الأوضاع السياسية غير المستقرة، لا سيما بعد 7 أكتوبر، على عمل الجمعيات الصحية وحدود قدرتها على الاستمرار والتوسع.

وأوضحت زعبي أن حالة عدم الاستقرار لم تبدأ بعد 7 أكتوبر فقط، بل سبقتها أزمات متراكمة، من بينها جائحة كورونا، ما وضع الجمعيات أمام واقع متواصل من الطوارئ وعدم الثبات. وأشارت إلى أن جمعية نيسان، رغم مرور 11 عامًا على تأسيسها، شهدت خلال السنوات السبع الأخيرة توسعًا كبيرًا من حيث عدد البلدات التي تعمل فيها، وعدد المرضى، ونطاق الأمراض التي تتعامل معها، إلا أن هذا التوسع تزامن مع غياب الاستقرار، الأمر الذي انعكس بشكل مباشر على القدرة على التخطيط طويل الأمد.

وأكدت أن هذا الواقع يؤثر بشكل مباشر على عمل الجمعية، خاصة أنها تعتمد بدرجة كبيرة على متطوعين ملتزمين بتقديم الخدمة لمجتمعهم، لكن العمل الأهلي لا يمكن أن يستمر دون توفر حد أدنى من الاستقرار المالي. وأضافت أن الميزانيات والدعم المادي يتأثران بشكل مباشر بهذه الظروف، ما يفرض قيودًا إضافية على استمرارية البرامج وتطويرها.

وفي حديثها عن مجالات عمل جمعية نيسان، أوضحت زعبي أن الجمعية تقدم خدمات في نحو عشرين مرضًا مرتبطًا بأمراض الجهاز الهضمي والكبد المنتشرة في المجتمع العربي، مشيرة إلى أن انتشار هذه الأمراض يشكّل تحديًا صحيًا مقلقًا يستدعي تكثيف الجهود والعمل المشترك. وأضافت أن الجمعية تعمل على عدة مسارات، تشمل رفع الوعي الصحي، دعم المرضى وأفراد عائلاتهم، وتطوير الأبحاث، مع مواءمة الخدمات بحسب طبيعة كل مرض.

وشددت على أن الجمعية تتبنى مقاربة شمولية في عملها، لا تقتصر على المريض فقط، بل تشمل أفراد العائلة والمحيط الداعم له، انطلاقًا من فهم خصوصية المجتمع العربي وترابطه الاجتماعي. وفي المقابل، أشارت إلى أهمية العمل مع الطواقم الطبية، من خلال تنظيم ندوات، مؤتمرات، وأيام دراسية متخصصة، تركّز على الأمراض التي تعمل عليها الجمعية وعلاقتها بالأمراض الوبائية، انطلاقًا من رؤية ترى الجسد كوحدة مترابطة لا يمكن التعامل مع أجزائه بشكل منفصل.

لمعرفة المزيد من تفاصيل الحوار، يمكنكم/ن مشاهدة اللقاء كامل.
إخراج وتصوير: إيهاب حصري
ديكور وأثاث: معرض ومفروشات بيتي – بإدارة أدهم حبيب الله
معرض بولس زهر
ستائر أذواق