بعد عام على سقوط نظامه وفراره من سوريا، بدأ الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد مساراً جديداً في حياته بالعودة إلى مهنته السابقة كطبيب عيون في العاصمة الروسية موسكو، وفق تقرير نشرته صحيفة الغارديان.

وأشار التقرير إلى أن الأسد يعمل على تعلم اللغة الروسية ويعيد تحديث معارفه الطبية، في محاولة للاندماج في حياته الجديدة بعيداً عن السياسة، في وقت يتكيف فيه أبناؤه مع نمط حياة مترف في موسكو، يشمل التسوق في المتاجر الفاخرة والالتحاق بمؤسسات تعليمية خاصة.

وتعيش عائلة الأسد في حي روبليوفكا الراقي، المعروف بإقامة عدد من الشخصيات الثرية وزعماء سابقين لجأوا إلى روسيا. ورغم مستوى الرفاهية، تعيش العائلة في عزلة شبه تامة عن الأوساط السياسية السورية والروسية، حيث تقلصت علاقات بشار الأسد إلى دائرة ضيقة من المقربين من القصر السابق.

ووفقاً لمصادر نقلت عنها الغارديان، لم يعد الأسد يشكل أي أهمية سياسية بالنسبة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين أو للنخبة الحاكمة في موسكو، ولم يعد يُنظر إليه كفاعل سياسي أو كشخصية تستحق الظهور في المناسبات العامة.

في المقابل، يواصل أبناؤه نمط حياتهم المترف، مع امتلاك العائلة مقتنيات ثمينة في منزلها بموسكو، إلى جانب قيام الأبناء بزيارات متكررة إلى الإمارات، التي كانت العائلة تفكر في الانتقال إليها في مرحلة سابقة.

وكشف التقرير أن الأسد حاول ترتيب ظهور إعلامي عبر شبكة RT الروسية وبعض منصات البودكاست الأميركية اليمينية، إلا أن السلطات الروسية رفضت ذلك، مؤكدة منعه من أي نشاط سياسي أو ظهور عام.

ويخلص التقرير إلى أن ما يعيشه الأسد اليوم يعكس تحوّلاً جذرياً في مساره الشخصي، من رئيس يتمتع بسلطة مطلقة إلى شخص يعيش حياة خاصة محدودة التأثير، تحت رقابة روسية دقيقة تأخذ في الاعتبار المصالح الإقليمية والدولية.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]