اختتمت شبكة النساء الرياديات، التي يقودها مركز مساواة بتمويل من الاتحاد الأوروبي وصندوق فريدريك إيبرت، عامها الأول بعد مسار امتد على مدار 2025، ركّز على تعزيز الحضور الفعلي للنساء العربيات في مواقع اتخاذ القرار على المستويات المحليّة، المناطقيّة والقطريّة.

المشروع، الذي يُنفّذ ضمن إطار قطري تشاركي مع منظمات المجتمع المدني وي باور، نفخروت وإيتاخ معك، تجاوز خلال عامه الأول الطابع التدريبي، واتجه نحو بناء شبكة عمل نسوية فاعلة، أنتجت مبادرات ميدانية قادتها مشاركات الشبكة من مواقعهن المختلفة.

اللقاء الختامي للفوج الأول، والذي عُقد أمس الجمعة، شكّل محطة تقييم للمرحلة الأولى من المشروع، واستعرض مجمل النشاطات والفعاليات التي نُفذت خلال العام، إلى جانب مبادرات نسوية محلية عكست انتقال المشاركات من مسار التمكين الفردي إلى العمل الجماعي المنظّم.

د. روضة مرقس مخول، مركزة المشروع في مركز مساواة، قالت إن الهدف المركزي للمبادرة هو إحداث تغيير بنيوي في أنماط اتخاذ القرار، مؤكدة أن المشروع يركّز على بناء شبكة نسوية مستدامة قادرة على التأثير في السياسات العامة، وليس على تعزيز تمثيل شكلي للنساء. وأضافت أن نتائج العام الأول تؤسس لمرحلة توسّع تعتمد على تراكم الخبرة، وبناء الثقة، وتعزيز العمل الجماعي بين المشاركات.

من جهتها، أكدت سهى سلمان موسى، المديرة التنفيذية لمركز مساواة، أن اللقاء الختامي لا يشكّل نهاية لمسار شبكة النساء الرياديات، بل محطة ضمن مسيرة طويلة، مشيرة إلى أن ما ميّز عمل الشبكة خلال العام هو الالتزام، التواصل المستمر، والتفكير الجماعي بين المشاركات. وأضافت أن الشعار الذي رافق الشبكة، «إحنا مش أنا»، عبّر عمليًا عن نموذج قيادة جماعية يضع العمل المشترك في مركز التغيير، ودعت النساء الرياديات إلى مواصلة تطوير الشبكة وإطلاق مبادرات جديدة خلال المرحلة المقبلة

وخلال اللقاء، قدّم جعفر فرح، مدير مركز مساواة، مداخلة تناولت التمييز الاقتصادي الاجتماعي تجاه المجتمع العربي، مع تركيز خاص على النساء والشباب، مشيرًا إلى أن التقليصات في ميزانيات الدولة تفاقم الفجوات القائمة، وأن غياب النساء عن مراكز صنع القرار يحدّ من القدرة على مواجهة هذه السياسات.

كما شاركت في اللقاء، جوديث ستيلماخ ممثلة صندوق فريدريك إيبرت، حيث نُقلت تحية الصندوق ودعمه لاستمرار المشروع، في ظل ما يتيحه من إطار عملي لتعزيز القيادة النسوية العربية.

وفي ختام اللقاء، أعلن مركز مساواة أنه سيتم تجنيد واختيار رياديات الفوج الثاني بالشهرين القادمين.

ويُعد مشروع تكثيف حضور النساء في مواقع اتخاذ القرار مشروعًا قطريًا طويل الأمد، يهدف إلى خلق شبكات قيادة نسوية قادرة على التأثير المنهجي في الواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي للمجتمع العربي.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]