كشفت صحيفة تايمز أوف إسرائيل أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعتزم القيام بزيارة رسمية إلى القاهرة لتوقيع اتفاقية تزويد مصر بالغاز الطبيعي، في خطوة هي الأولى من نوعها منذ نحو 15 عامًا.

ونقلت الصحيفة عن مصدر دبلوماسي أمريكي رفيع المستوى أن مسؤولين إسرائيليين عملوا خلال الأيام الماضية مع دبلوماسيين أمريكيين للتحضير لهذه الزيارة، التي من المتوقع أن يجتمع فيها نتنياهو مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، سعياً لإضفاء طابع تاريخي على اللقاء. وأشار المصدر إلى أن نتنياهو يأمل أن تحقق الزيارة إنجازًا دبلوماسيًا وإعلاميًا مهمًا قبل الانتخابات الإسرائيلية المقبلة، في محاولة لصرف الانتباه عن القضايا الداخلية المثيرة للجدل.

لكن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي نفى علمه بخطة الزيارة، مؤكداً للصحيفة أنه "ليس لدينا علم بهذه المسألة".

وتأتي هذه التحركات في أعقاب إعلان شركة نيو ميد إنرجي، الشريك في حقل ليفياثان الإسرائيلي، عن تعديل جوهري على اتفاق تصدير الغاز إلى مصر، حيث يزيد الاتفاق الجديد الكميات بنحو 130 مليار متر مكعب، ليصل إجمالي العائدات المتوقعة إلى 35 مليار دولار حتى عام 2040. ويعد حقل ليفياثان، الذي تملك فيه شركة شيفرون الأمريكية حصة تشغيلية تقارب 40%، المصدر الرئيسي للغاز الإسرائيلي المُصدّر إلى مصر، بعد أول اتفاق لاستيراد الغاز بين البلدين عام 2020 وتوسيع الاتفاق في أغسطس الماضي.

وكشفت تقارير أن الولايات المتحدة تسعى لعقد قمة ثلاثية بين الرئيس الأمريكي، والسيسي، ونتنياهو، خلال زيارة مرتقبة لرئيس الوزراء الإسرائيلي إلى فلوريدا هذا الشهر، حيث يقود السفير الإسرائيلي في واشنطن يحيئيل لايتر جهود تنظيم القمة، ويُعتبر "حلقة الوصل الأساسية" بين نتنياهو والإدارة الأمريكية والدول العربية.

ومع ذلك، وضعت القاهرة شروطًا سياسية واضحة قبل الموافقة على أي لقاء، أبرزها:

عدم طرح أي خطط لتهجير الفلسطينيين من غزة أو الضفة الغربية.

انسحاب إسرائيل الكامل من غزة، خصوصًا من محور "فيلادلفيا".

إعادة تفعيل المسار السياسي القائم على حل الدولتين.

ضمانات أمنية واقتصادية مرتبطة بصفقة الغاز.

وتأتي هذه الشروط على خلفية تصاعد التوتر بين القاهرة وتل أبيب منذ اندلاع الحرب على غزة، وخاصة بعد اجتياح الجيش الإسرائيلي مدينة رفح واحتلال الشريط الحدودي "فيلادلفيا"، ما اعتبرته مصر خرقًا لمعاهدة السلام الموقعة عام 1979.

وفي حال تعذر عقد اللقاء في القاهرة، اقترحت الولايات المتحدة بديلًا يتمثل في قمة أمريكية-عربية-إسلامية في واشنطن يلتقي خلالها السيسي ونتنياهو بحضور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.

وأشار موقع أكسيوس الأمريكي إلى أن البيت الأبيض يضغط على نتنياهو للموافقة على صفقة الغاز الاستراتيجية أولًا، واتخاذ خطوات بناءة تُقنع الرئيس المصري بجدوى اللقاء.

ويُذكر أن معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل منذ 1979 كانت الأولى بين إسرائيل ودولة عربية بعد أربع حروب، لكن العلاقة الثنائية ظلت مرنة وهشة، تتأرجح بين التعاون الاقتصادي والأمني والتوتر السياسي، خاصة في ظل المواقف المتباينة من القضايا الفلسطينية، والتي تصاعدت منذ عودة نتنياهو إلى السلطة في نهاية 2022.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]