تقرير: إسرائيل تبدأ تجهيز “مناطق آمنة” في رفح تمهيدًا للمرحلة الثانية من وقف النار

كشفت صحيفة معاريف العبرية أن المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة تقترب من التنفيذ، مشيرةً إلى أن الجيش الإسرائيلي حدّد مناطق “آمنة” بديلة عن الخط الفاصل المعروف بالخط الأصفر، وبدأ تجهيزها بالتنسيق مع الولايات المتحدة.

وبحسب التقرير، أعدّ الجيش الإسرائيلي مناطق خضراء جنوب رفح ليتمكن الأمريكيون من إقامة بنية تحتية أولية تسمح بإنشاء أحياء سكنية مؤقتة لسكان غزة. وتشمل الأعمال الجارية تجهيز الأرض ومد شبكات المياه والصرف الصحي، تمهيدًا لنقل المساكن المتنقلة “الكرفانات” إلى الموقع، ثم بناء مدارس، عيادات، ورياض أطفال لاحقًا.

وتشير الصحيفة إلى أن دخول هذه المنطقة سيكون محصورًا بالعائلات التي تُراجع ملفاتها أمنيًا ويُثبت عدم ارتباطها بحركة حماس، وفق الخطة الأمريكية. وتؤكد إسرائيل أنها لن تتقدم إلى المرحلة الثانية من الاتفاق قبل استعادة جثة الجندي ران جويلي، مع توقعات باستئناف البحث عنه في منطقة الزيتون جنوب مدينة غزة.

وفي موازاة ذلك، نقلت الصحيفة عن مصادر عسكرية إسرائيلية قولها إن حركة حماس تواصل نشاطها الميداني، وتحاول الاقتراب من الخط الأصفر عبر دوريات مسلحة أو متنكرين بلباس مدني، إضافة إلى جمع معلومات استخبارية ومراقبة انتشار الجيش.

إسرائيل تريد قوة متعددة الجنسيات بصلاحيات واسعة
وتقول معاريف إن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تصر على أن تمتلك القوة الدولية التي قد تنتشر في غزة صلاحيات واسعة، على عكس تجربة قوات اليونيفيل في لبنان. ووفق مصادر عسكرية، ستطالب إسرائيل بأن تعمل القوة بموجب المادة السابعة من قرار مجلس الأمن، بما يتيح لها استخدام القوة لتنفيذ مهامها، خصوصًا في نزع سلاح حماس ومنع أي هجمات من غزة.

وبررت المصادر هذا التوجه بالقول إن حماس “تلقت ضربة قوية”، وإن معظم أهداف الحرب تحققت باستثناء استعادة رفات الضابط ران جويلي، لكنها ما زالت تمتلك أنفاقًا وقد تعيد إنتاج قدراتها العسكرية مستقبلًا.

ترسيخ الخط الأصفر كحدود دائمة
وتتوقع الأوساط الأمنية أن يصبح الخط الأصفر حدًا فاصلًا ثابتًا “لفترة طويلة وربما دائمًا”. وسيبقى الجيش الإسرائيلي في المنطقة المتاخمة له خلال المرحلة الثانية من وقف النار، محتفظًا بالسيطرة على المراقبة وإطلاق النار داخل القطاع.

وختم مصدر عسكري حديثه بالقول إن الجيش بات قادرًا—وفق رؤية رئيس الأركان—على فرض سيطرة كاملة على “المراقبة وإطلاق النار” في كامل قطاع غزة من دون تولّي مسؤولية إدارة حياة أكثر من مليوني فلسطيني، معتبرًا هذا الوضع “نجاحًا إستراتيجيًا لإسرائيل”.