حطم الفائض التجاري للصين خلال الأشهر الـ11 الأولى من العام حاجز التريليون دولار للمرة الأولى، مدفوعاً بإستراتيجية واضحة لإعادة توجيه الصادرات بعيداً عن السوق الأميركية، في ظل الرسوم الجمركية المرتفعة التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
 
فقد أظهرت بيانات الجمارك أن الفائض التجاري في تشرين الثاني وحده بلغ 111.68 مليار دولار، صعوداً من 90.07 مليار دولار في الشهر السابق، متجاوزاً التوقعات، مع نمو الصادرات الإجمالية بنسبة 5.9% على أساس سنوي، مقابل انكماش 1.1% في تشرين الأول، وارتفاع الواردات بنسبة 1.9%.

في المقابل، هبطت الشحنات المتجهة إلى الولايات المتحدة بنسبة 29% سنوياً في تشرين الثاني، فيما قفزت الصادرات إلى الاتحاد الأوروبي بنسبة 14.8%، وإلى أستراليا 35.8%، وإلى دول جنوب شرق آسيا 8.2%، مع استفادة بكين من إقامة مراكز إنتاج جديدة خارج الصين لتقليل كلفة الرسوم.

وتقدّر الخبيرة الاقتصادية تسي تشون هوانغ أن تخفيضات الرسوم المتفق عليها في إطار "هدنة" تجارية لم تُنعش الصادرات إلى السوق الأميركية، لكنها لم تمنع تعافي الصادرات الإجمالية، مرجحة أن تواصل الصين كسب حصة أكبر من التجارة العالمية، رغم بقاء متوسط التعرفة الأميركية على السلع الصينية عند نحو 47.5%، وهو مستوى يضغط بشدة على هوامش ربح المصدّرين. (24)

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]