تتزايد تساؤلات المهتمين بشأن إصرار بابا الفاتيكان ليون الرابع عشر على زيارة الجزائر، وهي دولة ذات أغلبية مسلمة، بعدما عبّر في مناسبات عدة عن رغبته الشخصية في القيام بزيارة رسمية إليها. البابا أوضح أن الدافع الرئيسي وراء الزيارة هو رغبته في التوجه إلى المواقع المرتبطة بحياة القديس أوغسطين، وتعزيز الحوار وبناء الجسور بين العالمين المسيحي والإسلامي.
ويُعد ارتباط الجزائر بتاريخ القديس أوغسطين — المولود في مدينة سوق أهراس والمتوفى في عنابة — سببًا محوريًا في اهتمام البابا بالزيارة، خاصة وأن الرهبنة الأوغسطينية تشكّل جزءًا أساسيًا من إرث الكنيسة الكاثوليكية. وتُعتبر ولايتا سوق أهراس وعنابة من أهم المناطق المرتبطة بسيرة أوغسطين، حيث لا تزال آثار الكنائس والمكتبات المسيحية الرومانية شاهدة على الحقبة التي كانت فيها الجزائر مركزًا مؤثرًا للفكر المسيحي الغربي.
كما تحتضن الجزائر واحدة من أروع الكنائس التاريخية، وهي كنيسة القديس أوغسطين المطلة على ميناء عنابة، والتي استغرق بناؤها عشرين عامًا بين 1880 و1900، واعتمدت تصميمًا يمزج بين العمارة المغاربية والبيزنطية باستخدام مواد محلية من الرخام والمرمر والخشب.
وبحسب مراقبين، فإن زيارة البابا المحتملة ستكون حدثًا تاريخيًا يعكس الرمزية الدينية والثقافية للجزائر، وقد تُسهم في تعزيز الحوار بين الأديان وإعادة إحياء البعد التاريخي للعلاقات بين الكنيسة الكاثوليكية وشمال إفريقيا.
[email protected]
أضف تعليق