رفعت جماعة الحوثي من مستوى التأهب، وفرضت إجراءات أمنية مشددة لحماية قياداتها العليا بعد اغتيال القيادي في حزب الله أبو علي طبطبائي. وشملت هذه الإجراءات وقف التواصل بين المستويات القيادية عبر الوسائل التقنية، وتشديد الرقابة على القادة ومرافقيهم ودوائرهم الاجتماعية.

وأفادت مصادر مطلعة في صنعاء أن الجماعة أخفت عدداً من قادتها السياسيين والعسكريين، وأغلقت أنظمة المراقبة الإلكترونية وعطّلت الكاميرات في المناطق المحيطة بمقراتها ومؤسساتها، بعد اكتشاف اختراقات إسرائيلية أدت إلى تصفية عدد من كوادرها.

كما عمّمت الجماعة تعليمات تلزم قادتها بتغيير مركباتهم وأسلحتهم بشكل متكرر، واستغلال الطقس البارد لارتداء ملابس شتوية ثقيلة تسهّل تغيير مظهرهم يومياً، إضافة إلى تجنّب استخدام المتعلقات الشخصية أكثر من مرة.

وتضمنت الإجراءات الجديدة ضرورة تغيير الهيئة فور دخول أي مبنى أو موقع واستخدام وسيلة تنقّل مختلفة، بهدف تعقيد عمليات الرصد التي تخشى الجماعة أن تُستغل لاستهداف قيادات إضافية، خاصة بعد حادثة اغتيال طبطبائي رغم الإجراءات الأمنية التي كانت ترافقه.
 

أنظمة المراقبة المرتبطة بالإنترنت جرى اختراقها

وبحسب المصادر، كشفت الجماعة أن أنظمة المراقبة المرتبطة بالإنترنت جرى اختراقها من قبل الاستخبارات الإسرائيلية، مما أتاح تحديد مواقع الاجتماعات وخطوط سير قيادات عسكرية وسياسية، بما في ذلك القيادي محمد الغماري، الذي تمت مراقبته نحو ثلاثة أشهر قبل اغتياله.

وظهر أن جهاز اللاسلكي الذي كان يستخدمه الغماري من طراز "موتورولا TLR7"، يشبه أجهزة تُصنع في إسرائيل وتباع عبر أسواق خارجية، وقد شوهد معه في أحد البرامج التلفزيونية الحوثية، ما ساعد على التعرف عليه ورصد تحركاته، إلى أن قُتل في غارة إسرائيلية أواخر أغسطس، التي أطاحت أيضاً بأحمد الرهوي وعدد من مسؤولي الجماعة.

وتشير المصادر إلى أن إسرائيل جمعت معلومات موسعة عن قيادات الحوثيين عبر كاميرات المراقبة في المعسكرات والمدارس التابعة للجماعة، بالتزامن مع مراقبتهم خلال فعاليات عسكرية، ما سمح ببناء قاعدة بيانات دقيقة عن سياراتهم ومرافقيهم. وبعد سلسلة الضربات، منعت الجماعة قادتها من التواصل مع محيطهم خشية تسريبات جديدة، فيما أخفت خبر مقتل الغماري لأكثر من شهر قبل الاعتراف به في منتصف أكتوبر.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]