كشف الإعلام الإسرائيلي عن تصاعد النزاع على القيادة داخل ميليشيات "أبو شباب" المسلحة، المتمركزة في مناطق سيطرة الجيش الإسرائيلي شرق رفح، جنوب قطاع غزة.
وبحسب المصادر، أصبح ياسر أبو شباب، اسم الميليشيا، مجرد واجهة شكلية، بينما تولى المدعو غسان الدهيني زمام القوة الفعلية، حيث يسعى من خلال تصريحاته وظهوره المتكرر لإثبات أنه القائد الفعلي للميليشيا. وأكدت المصادر أن الدهيني "يفرد عضلاته" ويضغط على الصعيد العملياتي للسيطرة على موقع القيادة، وهو ما يشكل صراعًا حاسمًا على الزعامة والمكانة داخل الميليشيا.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مسؤول في الجيش الإسرائيلي قوله إن جهاز "الشاباك" يرفض توحيد الميليشيات العاملة داخل غزة تحت قيادة واحدة بسبب صراعات النفوذ بين قادتها، ما يعكس الطبيعة المفككة لهذه الجماعات.
في السياق ذاته، كشفت تقارير سابقة أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، أصدر تعليمات لوقف نشاط ميليشيات "أبو شباب" وطرد عناصرها من مناطق انتشارها، بالتنسيق مع جهاز الشاباك، معتبرًا أن استمرار نشاط هذه الميليشيات قد يقوض ترتيبات الانسحاب ويؤثر على صورة السيطرة الأمنية التي تحاول إسرائيل تسويقها دوليًا.
وأكد ناشطون فلسطينيون أن هذه المجموعات لا تمثل أي جزء من المجتمع الفلسطيني، بل هي امتداد لما يعرف بالميليشيات العميلة السابقة، وأن غياب الحاضنة الشعبية أو الشرعية الاجتماعية والسياسية يجعل هذه الجماعات عرضة للتفكك سريعًا بمجرد سحب الدعم العسكري.
وفي خطوة مثيرة، أعلنت ميليشيا ياسر أبو شباب أنها ستكشف عن خطوة مهمة في صراعها ضد الجماعات المتطرفة، بما في ذلك حركة حماس، وذلك في بيان نشر عبر مقطع ترويجي، جاء فيه:
"الساعة 20:00 سيتم الإعلان عن خطوة حاسمة في مواجهة المتطرفين، وستكون بمثابة تغيير في المعادلة بما يعزز حماية المواطنين ويقوي فرص السلام."
وفي سياق متصل، أظهر تسجيل مصور خاص أحد عناصر حماس من أنفاق رفح بعد استسلامه وتسليمه نفسه، مشيرًا إلى معاناتهم من نقص شديد في الغذاء والماء، وقال:
"حماس تركتنا، لم يتبق لدينا ماء ولا طعام."
ويعكس هذا التطور تفاقم الانقسامات والصراعات الداخلية بين الجماعات المسلحة في رفح، ويشير إلى الضغوط الميدانية واللوجستية التي تواجهها بعض الفصائل على الأرض.
وتشير التقديرات إلى أن تعليمات الجيش الإسرائيلي بوقف نشاط ميليشيات "أبو شباب" تهدف لتخفيف الضغوط الدولية والمحلية، لكنها لن تغيّر واقع الرفض الشعبي الفلسطيني لهذه الجماعات، والذي يبقى عقبة أمام أي مشروع لإسرائيل لفرض السيطرة عبر أدوات غير شرعية في قطاع غزة.
[email protected]
أضف تعليق