أدانت إيران رسميًا اغتيال هيثم علي الطبطبائي، الرجل الثاني في حزب الله، في غارة نُسبت إلى إسرائيل في بيروت، معتبرةً العملية تجاوزًا خطيرًا لوقف إطلاق النار الموقّع في نوفمبر 2024 وتصعيدًا قد يدفع نحو مواجهة أوسع.

وقال أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي لاريجاني، إن استمرار العمليات الإسرائيلية «سيقود إلى قناعة عامة بأن المواجهة باتت الخيار المتبقي»، واصفًا الطبطبائي بأنه «أحد أبرز قادة الحزب».

من جانبه، دعا القيادي في الحرس الثوري وعضو مجمع تشخيص مصلحة النظام، محسن رضائي، حزب الله إلى «إعادة النظر في سياسة الصبر الاستراتيجي»، معتبرًا أن عمليات الاغتيال «لا تُضعف المقاومة بل تدفع مزيدًا من المقاتلين للالتحاق بها». واتهم إسرائيل «باستغلال وقف إطلاق النار وضبط النفس الذي تبديه المقاومة».

ونقلت وكالة فارس عن رضائي قوله إن إسرائيل «توهم نفسها بأن اغتيال القادة سيجبر الشعوب على الاستسلام»، مشيرًا إلى أن صمود غزة ولبنان خلال الحرب الأخيرة «أحدث تحولًا كبيرًا في المعادلات».

سياق إقليمي شديد التوتر

وتطرق رضائي إلى الحرب التي امتدت 12 يومًا بين إيران وإسرائيل في يونيو الماضي، والتي شهدت — بحسب وصفه — ضربات أميركية لمواقع نووية إيرانية وردًا بالصواريخ والطائرات المسيّرة، قبل أن يتم التوصل إلى وقف إطلاق النار.

كما أشار إلى أنّ سياسة «المقاومة» من وجهة النظر الإيرانية «منعت تكرار سيناريوهات الاحتلال والمجاعة» التي شهدتها البلاد في بدايات القرن الماضي.

وجاءت تصريحات رضائي خلال خطاب ألقاه في كرمان قرب قبر قاسم سليماني، خلال مراسم تشييع رفات جنود إيرانيين قُتلوا في الحرب العراقية–الإيرانية، وهي مناسبة غالبًا ما تحمل رسائل سياسية من الحرس الثوري.

تحذيرات أمنية داخلية في طهران

وفي موازاة ذلك، حذّر وزير الاستخبارات الإيراني إسماعيل خطيب من «محاولات لاستهداف المرشد علي خامنئي وإثارة اضطرابات داخلية»، بالتزامن مع تراجع ظهوره العلني منذ الحرب الأخيرة. واتهم الولايات المتحدة بالانتقال من استراتيجية "إسقاط النظام" إلى «محاصرته عبر الضغط»، مشيرًا إلى نشاط شبكات تهريب السلاح وهجمات سيبرانية «تم إحباطها».

حزب الله بعد الاغتيال

الطبطبائي، الذي وصفته إسرائيل بأنه «رئيس أركان حزب الله»، يُعدّ أبرز قيادي يُقتل منذ دخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ. وقد خرج الحزب — وفق تقديرات مراقبين — منهكًا من الحرب الأخيرة مع إسرائيل، وزادت الصعوبات مع سقوط حليفه الرئيس السوري السابق بشار الأسد في نهاية عام 2024.

وبحسب نبذة نشرها الحزب، تولى الطبطبائي «القيادة العسكرية» بعد الحرب، كما تشير تقارير أميركية إلى أنه أشرف على نشاطات للحزب في سوريا دعمًا لقوات الأسد.

موقف الخارجية الإيرانية

وفي بيان رسمي، قالت وزارة الخارجية الإيرانية إن الاغتيال «يشكّل انتهاكًا صارخًا لسيادة لبنان وتعديًا سافرًا على وقف إطلاق النار»، مؤكدةً أن طهران «تدين بشدة العملية» التي أدت أيضًا إلى مقتل أربعة عناصر آخرين من حزب الله، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]