قال المحلل السياسي محمد دراوشة إن تصريحات بنيامين نتنياهو الأخيرة بشأن نيته استكمال حظر الحركة الإسلامية الجنوبية ليست مجرد مناورة سياسية، بل خطوة مباشرة نحو تحويل إسرائيل إلى "دكتاتورية فاشية" تعمل على مصادرة ما تبقى من الطابع الديمقراطي في نظام الحكم. وأوضح أن نتنياهو يسعى إلى بناء مجتمع استعلائي عنصري يضيّق على أي صوت عربي أو معارض.
وأكد دراوشة أن استهداف نتنياهو لا يقتصر على القائمة الموحدة أو الحركة الإسلامية الجنوبية، بل يشمل جميع الأحزاب العربية دون استثناء. واعتبر أن وجود هذه الأحزاب، على اختلاف توجهاتها، يشكل تهديدًا مباشرًا لاحتكار نتنياهو للسلطة ولتركيبته اليمينية المتطرفة، ولذلك يحاول تجريد المجتمع العربي من أدواته السياسية وتصويره كعدو داخلي يجب إخراجه من الساحة الديمقراطية.
ضرب الأحزاب العربية
وأضاف أن خطورة الخطوة تكمن في أن حظر الموحدة أو أي حزب عربي آخر يعني فعليًا حظر المجتمع العربي بأسره. وقال إن المسألة ليست خلافًا على هوية حزب معين، بل هي صراع على الوجود السياسي للعرب وحقهم الطبيعي في التمثيل والمشاركة. واعتبر أن نتنياهو يحاول سلب هذا الحق لضمان بقائه في الحكم عبر إقصاء المنافسين الحقيقيين.
وأشار دراوشة إلى أن توقيت تصريح نتنياهو لم يأتِ صدفة، بل جاء في سياق استغلاله للأحداث الأمنية والعسكرية لتحقيق مكاسب سياسية. وبيّن أنه يحاول تحويل الأنظار عن أزماته الداخلية عبر تضخيم ما يسميه “الخطر الإسلامي”، وكسب دعم قاعدته اليمينية، فضلًا عن دفع المجتمع العربي إلى معارك قضائية وإعلامية قد تستغرق سنوات. كما أوضح أن نتنياهو يتعمّد خلق مواجهة محتملة مع المحكمة العليا، ليتمكن من اتهامها بدعم “الإخوان المسلمين”.
احزاب المعارضة
وتطرّق دراوشة إلى مواقف أحزاب المعارضة الإسرائيلية، قائلاً إن الانقسامات العميقة بداخلها تمنعها من تشكيل جبهة موحدة قادرة على مواجهة سياسات نتنياهو. وأشار إلى أن بعض قادة المعارضة يدركون خطورة ما يقوم به نتنياهو، لكنهم يتجنبون الاصطفاف العلني مع الأحزاب العربية. ولفت إلى دعوة أفيغدور ليبرمان لاجتماع عاجل لقادة المعارضة الصهيونية، مع تشديده على استبعاد العرب من أي تنسيق. وأضاف أن اجتماعًا آخر ضم يائير لبيد ونفتالي بينيت وغادي آيزنكوت ويائير غولان خلص إلى أنه لا يوجد توافق بينهم لا في الأفكار ولا في القيادة، الأمر الذي يمنح نتنياهو مساحة أوسع للمناورة.
وختم دراوشة تصريحاته بالتأكيد على أن الدفاع عن الموحدة والحركة الإسلامية هو دفاع عن البقية المتبقية من الديمقراطية في إسرائيل، وعن الوجود السياسي للمجتمع العربي. وشدد على أن المعركة الحالية ليست خلافًا سياسيًا عابرًا، بل معركة وجود حقيقية. وحذّر من أنه إذا نجح نتنياهو في هذه الخطوة، فسيمضي قدمًا نحو استهداف كل الأحزاب العربية، ما يمهّد لتحويل إسرائيل إلى نظام سلطوي يرفع شعار الديمقراطية بينما يمارس الإقصاء والتمييز بأبشع صوره.
[email protected]
أضف تعليق