كثّفت إسرائيل، الأحد، قصفها الجوي والبري على مناطق واسعة جنوبي قطاع غزة، خصوصًا في مدينتي رفح وخان يونس، حيث شهدت الأخيرة غارات متتالية شكلت خلالها الدبابات أحزمة نارية كثيفة، وفق ما أفادت به وسائل إعلام فلسطينية.
وذكرت المصادر أن الطائرات الحربية الإسرائيلية نفذت سلسلة غارات على خان يونس، بينما نسفت القوات الإسرائيلية عدداً من المباني في جنوب شرق المدينة، في وقت واصلت فيه المدفعية قصفها العنيف لمختلف مناطق الجنوب.
ويأتي هذا التصعيد الميداني فيما كشفت صحيفة وول ستريت جورنال عن خطة أمريكية يجري إعدادها داخل المقر العسكري الأميركي في إسرائيل، تقضي بتقسيم قطاع غزة إلى منطقتين:
منطقة خضراء تخضع لسيطرة الجيش الإسرائيلي،
ومنطقة حمراء تبقى تحت سيطرة حركة حماس.
وتتضمن الخطة –بحسب الصحيفة– إنشاء "تجمعات آمنة بديلة" في المناطق الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية، تتولّى الولايات المتحدة تجهيزها بمساكن مؤقتة وخدمات تعليمية وصحية، مع إزالة الأنقاض والذخائر غير المنفجرة.
ووفق المسؤولين الأميركيين، من المتوقع أن يتدفق سكان المناطق الخاضعة لحماس إلى تلك التجمعات، على أن يبقى البناء المؤقت قائماً إلى حين بدء مشاريع إعادة الإعمار الدائمة.
ومن المقرر أن يُقام أول تجمع سكاني في مدينة رفح، التي يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي منذ أشهر وتعرضت لدمار واسع، بينما أبدت دول عربية –من بينها مصر– تحفظات على الخطة لما تحمله من مخاطر تتعلق بتقسيم القطاع فعليًا وفرض وقائع جديدة على الأرض.
وتشير الصحيفة إلى أن أحد السيناريوهات المقترحة لضمان الأمن داخل هذه التجمعات هو الاستعانة بميليشيات محلية تعمل في غزة وتتلقى دعمًا إسرائيليًا، غير أن واشنطن رفضت الفكرة بسبب مخاوف من ضعف تلك المجموعات وعدم قدرتها على مواجهة حماس.
وبحسب الخطة، من المتوقع أن تتقلص مناطق سيطرة حماس تدريجيًا قبل أن تختفي، على أن تتولى قوة دولية مفوضة من مجلس الأمن (ISF) المسؤوليات الأمنية إلى جانب الشرطة الفلسطينية، بينما يتولّى "مجلس السلام" التابع للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب الإشراف على الحكم المدني في القطاع إلى حين نقل السلطة إلى حكومة فلسطينية.
ميدانيًا، كان مسؤولو الصحة في غزة قد أعلنوا السبت مقتل 24 فلسطينيًا وإصابة 54 آخرين، بينهم أطفال، جراء غارات إسرائيلية متفرقة على القطاع، وسط مخاوف من ارتفاع عدد الضحايا مع استمرار القصف.
[email protected]
أضف تعليق