كشفت منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان (PHRI) في تقرير نشرته هذا الأسبوع أن عدد الأسرى الفلسطينيين الذين استشهدوا في السجون الإسرائيلية ارتفع إلى نحو 100 منذ بداية الحرب على غزة، نتيجة العنف الممنهج والحرمان من الرعاية الطبية.
وأكدت وكالة أسوشيتد برس صحة هذه الأرقام، بعد مقابلات مع أكثر من اثني عشر شخصًا، بينهم أسرى سابقون، وأطباء إسرائيليون، وعاملون سابقون في السجون، بالإضافة إلى مراجعة التقارير الطبية المتاحة.
وأفاد حارس سابق في سجن "سديه تيمان" بأن السجناء كانوا مقيدين بالأصفاد ويُضربون بانتظام، وأن السجن كان يُلقب بـ"المقبرة" لكثرة عدد الأسرى الذين توفوا داخله. وأضاف أن مشاهد الوفاة كانت تُعامل كأمر روتيني، وأن الإصابات الناتجة عن الأصفاد أثرت في بعض الحالات إلى درجة بتر الأطراف.
وأشار التقرير إلى أن بين 98 حالة وفاة موثقة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، كانت هناك 27 حالة وفاة في 2023، و50 حالة في 2024، و21 حالة في 2025، مع توقع أن يكون العدد الفعلي أعلى من ذلك، خاصة بعد رفض إسرائيل تقديم معلومات كاملة عن مئات الأسرى المعتقلين خلال الحرب.
ولفتت المنظمة إلى أن حالات الوفاة تأثرت بشكل واضح بالإهمال الطبي وسوء التغذية والعنف الجسدي، بما في ذلك إصابات دماغية ونزيف داخلي ناجم عن الضرب المفرط، كما أظهر تشريح جثث بعض الأسرى أن هناك علامات على كسور قديمة وجديدة.
من جانبها، أكدت مصلحة السجون الإسرائيلية أن المنظمة تعمل وفق القانون، ورفضت مناقشة عدد الوفيات، بينما نفى الجيش الإسرائيلي صحة ما ورد في التقرير واعتبر الأرقام مبالغًا فيها، مع الإشارة إلى أن التحقيقات جارية بشأن مزاعم سوء المعاملة.
ويبرز التقرير النقص الحاد في الرقابة وغياب التدابير الوقائية داخل السجون الإسرائيلية، مما أدى إلى ارتفاع عدد الضحايا الفلسطينيين بشكل ملحوظ خلال الأشهر الأخيرة، حسب ما أفادت به منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان.
[email protected]
أضف تعليق