اختُتم مؤتمر جمعية الفنار السنوي للتشغيل في الناصرة وسط مشاركة واسعة من رؤساء سلطات محلية، ممثلي وزارات حكومية، خبراء اقتصاديين ومؤسسات مجتمع مدني، في حدث ركّز على تحديات التشغيل في المجتمع العربي وعلى أهمية برامج التوجيه والاندماج الاقتصادي. المؤتمر، الذي تناول هذا العام مفهوم التغيير ورفع جاهزية الشباب العرب لسوق العمل، برز فيه حضور قيادات مركزية، بينهم مازن غنايم، رئيس بلدية سخنين ورئيس اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية.

وفي حديث خاص لموقع “بُكرا”، قال مازن غنايم إن أهمية المؤتمر تتعاظم في ظل التغييرات العميقة التي مرّ بها المجتمع العربي بعد أحداث 7/10/2023، مشيرًا إلى أن هذه المرحلة حملت تبعات قاسية على الشباب والشابات العرب. وأضاف: “بعد السابع من أكتوبر تغيّرت أمور كثيرة للأسوأ تجاه الشاب والصبية العرب، ولذلك نحن بحاجة إلى كل مبادرة تفتح الأبواب أمامهم.”

التوجيه المهني ضرورة وليس خيارًا

وشدّد غنايم على الدور الحيوي الذي تلعبه مراكز الفنار وريان في دعم الشباب وتوجيههم أكاديميًا ومهنيًا، مؤكدًا أن الشهادة الأكاديمية وحدها لم تعد كافية:“اليوم كل شاب أو صبية يملكون تحصيلًا علميًا يخوّلهم دخول الجامعة أو التخنيون أو أي مؤسسة أكاديمية—أهلًا وسهلًا. لكن مجرد الشهادة وحدها لا تكفي، المهم الحصول على التوجيه المهني الصحيح.”

وأوضح أن التوجيه السليم يساعد الشباب على اختيار مسارات مهنية تضمن لهم ولعائلاتهم حياة مستقرة: “نحن كمجتمع عربي نُدرك أهمية الشهادة الجامعية، لكن لا يجوز إهمال جانب التوجيه المهني الذي يلعب دورًا أساسيًا في بناء مستقبل مهني مستقر.”

السلطات المحلية تواجه تحديات ضخمة

وفي سياق حديثه عن دور السلطات المحلية العربية، أشار غنايم إلى الجهود الكبيرة التي يبذلها رؤساء السلطات رغم محدودية الموارد:
“السلطات المحلية العربية تعاني من شحّ كبير في الميزانيات، ومع ذلك يَخرج الشباب إلى البلدية أو المجلس المحلي وكأنهما مصنع للتشغيل. لكن في الواقع، دور السلطة المحلية هو تقديم الخدمات وتطوير البلدة—التعليم، الرفاه، الصحة، البنية التحتية، الرياضة وغيرها.”

وأكد أن مراكز ريان تُشكّل إضافة أساسية في المشهد المهني داخل البلدات العربية، إذ تمنح الشباب مسارات متعددة للاختيار: “ريان يوفّر للشاب والصبية أكثر من طريق، ويترك لهم اختيار المسار المهني المناسب. من خلال التدريب المهني الصحيح نخلق فرص عمل، ونخفّف من ظواهر الفقر والبطالة والعنف والجريمة التي يعاني منها مجتمعنا.”

على الدولة مسؤولية واضحة

واختتم غنايم حديثه بتأكيد أن تعزيز التشغيل في المجتمع العربي لا يمكن أن يعتمد فقط على السلطات المحلية أو المبادرات الأهلية: “مراكز ريان وُجدت لتساعد الشباب وسلطاتنا المحلية، لكن في النهاية من حقّنا أن توفّر الدولة أماكن عمل لشبابنا وبناتنا. هذه مسؤوليتها.”

وبذلك يشير غنايم إلى ضرورة تكاتف الجهود بين مؤسسات المجتمع العربي والدولة لضمان بيئة مهنية عادلة ومستقبل أكثر استقرارًا لجيل الشباب.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]