شن الإسباني بيب جوارديولا، المدير الفني لمانشستر سيتي، هجومًا حادًا على ما وصفه بـ"صمت العالم"، إزاء ما يحدث في فلسطين.

ومعروف عن جوارديولا مناصرته للقضية الفلسطينية، حيث عبر عن دعمه للفلسطينيين في أكثر من مناسبة.

وقال جوارديولا في تصريحات لإذاعة RAC1 الكتالونية، قبل مباراة فلسطين ومنتخب كتالونيا الودية، والتي ستقام على ملعب مونتجويك برشلونة غدا الثلاثاء: "العالم تخلى عن فلسطين، لم نفعل شيئًا على الإطلاق... نحن سمحنا بإبادة شعب كامل".
 
وختم: "الضرر وقع ولا يمكن إصلاحه، يجب أن نفعل شيئا أكثر حسمًا، ولكني لا أملك ثقة في هؤلاء القادة".

وخسر منتخب فلسطين أمام منتخب الباسك، بثلاثية نظيفة، على ملعب سان ماميس، في مباراة ودية حضرها 53 ألف متفرج.

وبدأت المباراة بلافتات وهتافات تندد بالإبادة الجماعية في قطاع غزة.

وشارك في المباراة بشكل أساسي ثنائي بتروجت والإسماعيلي حامد حمدان وخالد النبريص، بينما دخل عدي الدباغ مهاجم الزمالك كبديل في الشوط الثاني.

ويلعب منتخب فلسطين مباراة ودية أخرى أمام منتخب إقليم كتالونيا يوم الثلاثاء 18 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.

"قصة وجع وأمل"

وكان المنتخب الفلسطيني قد نجح في التأهل إلي نهائيات كأس آسيا 2027.

وفي المقابل، لم ينجح "الفدائي" في استكمال مشواره نحو حلم التأهل إلى كأس العالم 2026، إذ أخفق في بلوغ الملحق الآسيوي بعدما أنهى منافساته في المجموعة الثانية بالدور الثالث من تصفيات المونديال في المركز الخامس برصيد 10 نقاط.

وكان إيهاب أبو جزر، المدير الفني لمنتخب فلسطين، الذي ودّع والده في حرب غزة وتعيش أسرته الآن داخل خيام في خان يونس، قد دخل أرض ملعب سان ماميس مرتديا الكوفية ليستقبل حفاوة جماهيرية لافتة، فيما ارتفعت رايات فلسطين إلى جانب الأعلام الباسكية في مشهد إنساني وسياسي تخطى إطار الرياضة.

وصرّح أبو جزر قبل اللقاء بأن فريقه "يحمل قصة وجع وقصة أمل"، وأنهم لا يدخلون المباراة بحثاً عن الفوز فقط، "بل ليبرهنوا استمرار حضورهم".

ولاقت المباراة متابعة إعلامية واسعة، وقالت عنها صحيفة جارديان البريطانية إنها "لم تكن مجرد مباراة ودية" بل تجاوزت ذلك المعنى بكثير.

ويستعد مانشستر سيتي لمجموعة من المباريات القوية عقب فترة التوقف الدولي ولمدة شهر من الآن، بداية من نيوكاسل يونايتد ثم باير ليفركوزن وليدز يونايتد وفولهام وسندرلاند وريال مدريد وكريستال بالاس وبرينتفورد.

وكان السيتي قد فاز على منافسه ليفربول في آخر مبارياته قبل فترة التوقف الدولي، بثلاثية نظيفة، سجلها إيرلينج هالاند ونيكو جونزاليس وجيريمي دوكو، ليضيق الخناق على آرسنال في صدراة البريميرليج، ويقلص فارق النقاط إلى 4 فقط.

بيب جوارديولا.. من لاعب أسطوري إلى مدرب عالمي

بيب جوارديولا، أحد أبرز الشخصيات في تاريخ كرة القدم الحديثة، وُلد في 18 يناير 1971 في مدينة سانتبيدور بإقليم كتالونيا الإسباني. بدأ مسيرته الكروية في أكاديمية شباب نادي برشلونة، حيث تدرج في الفئات العمرية حتى وصل إلى الفريق الأول في موسم 1990-1991 تحت إشراف المدرب يوهان كرويف، الذي شكّل تأثيراً كبيراً على فلسفته الكروية لاحقاً.

كلاعب، كان جوارديولا يُعرف برؤيته الاستثنائية للملعب وقدرته على التحكم بالإيقاع وسط الميدان. لعب في مركز لاعب الوسط الدفاعي، وكان بمثابة عقل الفريق، حيث ساهم في بناء الهجمات وتنظيم خطوط الفريق. مع برشلونة، حصد بيب العديد من البطولات، أبرزها الدوري الإسباني وكأس الملك الإسباني، كما كان جزءاً من فريق الأحلام الذي حقق أول لقب لدوري أبطال أوروبا للنادي في عام 1992. كما مثل المنتخب الإسباني، وشارك في بطولة كأس العالم 1994، مسجلاً حضوره الدولي بثقة واحترافية.

بعد انتهاء مسيرته كلاعب، انتقل جوارديولا إلى التدريب، حيث بدأ مسيرته مع الفريق الثاني لبرشلونة عام 2007. سرعان ما أثبت أنه يمتلك موهبة غير عادية في إدارة الفرق وتطوير فلسفة لعب متقدمة. في 2008، تولى تدريب الفريق الأول، وبدأ حقبة ذهبية في تاريخ النادي. خلال 4 مواسم فقط (2008-2012)، قاد الفريق للفوز بـ14 لقباً، أبرزها 3 ألقاب دوري إسباني متتالية، و2 دوري أبطال أوروبا (2009 و2011)، و2 كأس السوبر الأوروبي، و2 كأس العالم للأندية، بالإضافة إلى 3 كؤوس سوبر إسبانية. ويُعد تحقيقه "السداسية" في عام 2009 (الدوري الإسباني، كأس الملك، دوري أبطال أوروبا، كأس السوبر الإسباني، السوبر الأوروبي، وكأس العالم للأندية) إنجازاً تاريخياً لم يتحقق من قبل في كرة القدم.

بعد مغادرته برشلونة، بدأ جوارديولا تجربة تدريبية دولية متميزة. انتقل إلى بايرن ميونيخ الألماني (2013-2016)، حيث واصل فرض فلسفة اللعب الاستحواذي والسيطرة على الكرة، وحقق 3 ألقاب دوري ألماني، وكأس ألمانيا، وسوبر ألمانيا، مع فريق يعتبر من أقوى الأندية الأوروبية.

وفي 2016، تولى تدريب مانشستر سيتي الإنجليزي، حيث ساهم في تحويل الفريق إلى أحد أبرز القوى الكروية في أوروبا. خلال 8 مواسم حتى الآن، قاد الفريق للفوز بالعديد من ألقاب الدوري الإنجليزي الممتاز، وكأس الاتحاد الإنجليزي، وكأس الرابطة، ودوري أبطال أوروبا، ما جعله أنجح مدرب في تاريخ النادي الإنجليزي.

تتميز فلسفة جوارديولا بالسيطرة على الكرة، والضغط العالي، وبناء الهجمات من الخلف، والاهتمام الكبير بالجانب التكتيكي. كما يُعرف بقدرته على تطوير اللاعبين وتحقيق أقصى إمكاناتهم، سواء على مستوى فرق الشباب أو النجوم الكبار.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]