شدّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في مستهلّ جلسة الحكومة الأسبوعية اليوم، على أن الموقف الإسرائيلي الرسمي الرافض لقيام دولة فلسطينية "على أي مساحة" لم يتغيّر ولن يتغيّر، مؤكدًا أن حكومته لن تقبل بأي خطة سياسية أو ضغوط دولية تدفع نحو حل الدولتين.
وقال نتنياهو إن قطاع غزة سيُفكَّك من قدراته العسكرية بشكل كامل، وإن حركة حماس ستُجرَّد من السلاح "بالطريقة السهلة أو بالطريقة الصعبة"، مشيرًا إلى أنّ الجيش الإسرائيلي سيواصل العمليات العسكرية إلى حين تحقيق هذا الهدف. وأضاف: "لا أحتاج إلى تعزيزات أو تغريدات أو محاضرات من أحد"، في ردّ مباشر على الانتقادات الموجهة إليه من وزراء في حكومته ومن قيادات اليمين المتطرف التي تتهمه بالتردد في القرارات العسكرية.
سياق سياسي داخلي مضطرب
يأتي تصريح نتنياهو في ظل تصاعد الضغوط المحلية، سواء من عائلات الأسرى المحتجزين في غزة أو من المعارضة التي تتهمه بإدارة "سياسة فاشلة" بعد حرب مستمرة منذ أكثر من عام وبتدهور الوضع الأمني والاقتصادي. كما يتزامن مع انقسامات حادة داخل الائتلاف الحاكم، خاصة مع تصعيد وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش لهجتهما تجاه رئيس الوزراء.
الانتخابات في نهاية العام؟
وفي مفاجأة سياسية نسبية، قال نتنياهو أمام الوزراء إنه يفترض أنّ الانتخابات العامة ستُجرى في نهاية العام الجاري، وهو ما اعتُبر أول اعتراف ضمني منه بأن الائتلاف الحالي قد لا يصمد طويلًا، خصوصًا بعد الضغوط الدولية الناتجة عن استمرار الحرب وانعدام رؤية سياسية واضحة لليوم التالي في غزة.
ورغم أن نتنياهو لم يعلن موعدًا رسميًا، فإن حديثه يُعزّز التوقعات بحدوث تفكك تدريجي للائتلاف، خصوصًا إذا تصاعدت الخلافات الداخلية أو استمرت أزمات الثقة بين مكوّنات الحكومة.
رسالة للخارج أيضًا
يرى محللون أن لهجة نتنياهو الصارمة بشأن رفض الدولة الفلسطينية تأتي ردًا على التوجهات الأوروبية والأمريكية المتزايدة للعودة إلى مسار سياسي بعد انتهاء العمليات في غزة، وضغوط واشنطن لإعادة إعمار القطاع تحت إدارة فلسطينية موسعة.
[email protected]
أضف تعليق