تواجه الهدنة الهشة بين إسرائيل وحماس تحديًا جديدًا بعد تقارير عن عشرات المسلحين العالقين خلف ما يُعرف بـ"الخط الأصفر" في جنوب قطاع غزة — وهو خط انسحاب القوات الإسرائيلية الذي تم تحديده بموجب اتفاق وقف إطلاق النار الأخير.

وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن المئات من مقاتلي حماس ما زالوا داخل أنفاق رفح أو في مناطق تقع ضمن نطاق السيطرة الإسرائيلية، بينما تمنع تل أبيب خروجهم خشية اندلاع اشتباكات جديدة قد تنسف الهدنة.

وقال مسؤولون إسرائيليون إن بقاء هؤلاء المقاتلين يشكل تهديدًا مباشرًا لاستقرار وقف إطلاق النار، فيما أكدت مصادر من حماس صحة وجودهم، مشيرة إلى أن وساطات عربية ودولية تُجرى حاليًا لتأمين ممر آمن لهم.

ومنذ بدء الهدنة الشهر الماضي، قُتل 3 جنود إسرائيليين في هجمات وقعت خلف الخط الأصفر، وردّ الجيش الإسرائيلي بسلسلة غارات أسفرت، بحسب وزارة الصحة في غزة، عن مقتل أكثر من 150 فلسطينيًا.
ونفى الجناح العسكري لحماس مسؤوليته عن تلك الهجمات، قائلاً إن الاتصال انقطع مع بعض المقاتلين في رفح منذ أسابيع.
وفي ظل هذا الوضع المتأزم، تسعى الولايات المتحدة وعدة دول وسيطة لتحويل الهدنة المؤقتة إلى اتفاق دائم، يتضمن نشر قوة استقرار دولية للإشراف على نزع السلاح من الفصائل الفلسطينية — وهو ما ترفضه حماس بشدة، معتبرة أن جناحها العسكري يمثل "جزءًا من منظومة الدفاع الوطني".
وبين أنفاق رفح وخطوط الانسحاب الجديدة، تبقى غزة معلقة بين سلام هشّ واحتمال عودة وشيكة للقتال، وسط مخاوف من أن تتحول "المنطقة الصفراء" إلى شرارة مواجهة جديدة تهدد مستقبل التهدئة الهشة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]