تشهد القدس تصاعدًا خطيرًا في موجة العنف الموجهة ضد سائقي الحافلات العرب، بعد تسجيل تسع اعتداءات خلال أربعٍ وعشرين ساعة فقط. ووفقًا لاتحاد "قوة للعمال"، الذي يمثل سائقي شركة "سوبر باص" العاملة في المدينة، فقد وقعت الاعتداءات بين يومي الاثنين والثلاثاء، وشملت رش غاز الفلفل، رشق الحجارة، وإلقاء مشاعل وأجسام صلبة على الحافلات.

100 اعتداء 


منذ بداية العام سُجّل نحو مئة اعتداء ضد سائقي الحافلات في القدس، معظمها ضد سائقين عرب. ويقول السائقون إن الشرطة لا تتعامل مع الظاهرة بجدية، وإن معظم الشكاوى تُغلق خلال أسابيع رغم وجود تسجيلات وتوثيقات. رئيس لجنة سائقي "سوبر باص"، ماجد مبرك، قال إن "من حق السائقين العمل دون أن يتلقوا حجرًا على الرأس"، وأضاف: "أين الشرطة؟ وأين وزارة المواصلات؟ لا أحد يتدخل، هذا وضع كارثي. استخدام غاز مسيل للدموع ضد السائقين أمر صادم".

أحد السائقين، رياض الحسيني، قدّم استقالته هذا الأسبوع بعد أن رش ركاب في وجهه غاز الفلفل. وقال: "لا أريد الخروج إلى العمل دون أن أعرف إن كنت سأعود إلى البيت أم لا. إذا لم يهاجمونا، يشتموننا، وإذا لم يشتموا، يبصقون علينا. الشرطة لا تفعل شيئًا". كما أُصيب السائق مازن رمان في شارع شتراوس بالقدس عندما ألقى عليه مجموعة من الفتية الحجارة بعد أن هاجموه بكوب قهوة ومشروب بارد. وأكد أن الشرطة لم تلاحق المهاجمين رغم تحديد مكانهم.

في إحدى الحوادث، أغلق مشجعو فريق "بيتار القدس" الطريق أمام حافلة رقم 77، ألقوا عليها مشاعل واعتدوا على السائق والمفتش، وهم يهتفون "الموت للعرب". وأظهر مقطع فيديو الزجاج المحطم للحافلة وسط أعمدة دخان من المشاعل، بينما حاول السائق تهدئة المهاجمين دون جدوى.

دوافع عنصرية 

الاتحاد المهني "قوة للعمال" أكد أن ما يقرب من جميع الاعتداءات نابعة من دوافع عنصرية، مشيرًا إلى ارتفاع بنسبة 30% في حوادث العنف ضد السائقين مقارنة بالعام الماضي. وأشار مبرك إلى أن خطة حكومية وُعد بتنفيذها منذ أكثر من عامين لحماية السائقين بميزانية قدرها 20 مليون شيكل لم تُنفذ بعد، ولم تُنشأ بعد الوحدة الأمنية المخصصة التي وعدت بها وزارة المواصلات.

وزارة المواصلات ردّت بأنها تتبنى "سياسة عدم التسامح مطلقًا مع أي عنف ضد سائقي الحافلات"، وأنها تعمل على إنشاء وحدة أمن خاصة للسائقين في النقاط الحساسة، لكنها أشارت إلى أن التنفيذ تأخر "بسبب أحداث الحرب". الوزارة قالت أيضًا إنها تعمل على فرض تركيب حواجز حماية في مقصورة السائقين وتشديد العقوبات على المعتدين.

من جهتها، نفت الشرطة الإسرائيلية ادعاءات السائقين بأنها لا تتخذ إجراءات، مؤكدة أنها "تفتح تحقيقًا في كل حادث عنف وتعمل على اعتقال المشتبهين وتقديمهم للمحاكمة"، مشيرة إلى اعتقال شخصين هذا الأسبوع بعد إلقاء حجارة على حافلات شمال القدس.

أما شركة "سوبر باص"، فقالت إنها "اتخذت جميع التدابير لحماية السائقين والركاب، بما في ذلك تركيب كاميرات مراقبة في الحافلات وتزويد المفتشين بكاميرات جسمية"، مؤكدة أنها تعمل بتعاون كامل مع الجهات الأمنية لمواجهة العنف المتزايد ضد سائقيها.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]