تذكَّروا معي يا أبناءَ الإسلامِ
ذلك اليومَ المجيد.. يومَ كانت الجزيرةُ العربيةُ غابةً من العداواتِ، تتصارعُ فيها القبائلُ على الماءِ والكلأِ، وتُسفَكُ الدماءُ لأجلِ الناقةِ والشاة! كان الحقدُ هو السائدَ، والظلمُ هو القانونَ، والضعيفُ فريسةً للقوي. حتى أشرقت في سمائِها شمسُ النبوة، فجاءهم النبيُّ ﷺ - ذلك الرسولُ الرحيم – لم يحملِ السيفَ، بل القرآن.. ولم يقهرْهم، بل وحَّدَهم. فأزالَ اللهُ بتلك الرسالةِ أسبابَ العداوةَ من قلوبِهم، واستبدلَ الحِقدَ بالأخوةِ، والفرقةَ بالوحدةِ، والجاهليةَ بالإيمان
 
{وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا}. هذه الآيةُ ليست مجردَ ذكرى نرددُها بالألسنة.. إنها صرخةٌ عظيمةٌ وإنذارٌ توقظُ الضمير! فأين نحن اليوم من هذه النعمة؟
لقد عُدنا إلى حالةٍ أسوأَ يرتدي فيها أقوامٌ منا عباءةَ الدين، ويتحدثون باسمِ الإسلامِ وهم أبعدُ ما يكونون عن روحِه وحقيقتِه .
إن الجماعةَ الإسلاميةَ الأحمديةَ تؤمنُ بأن هذا الترديَ هو نتيجةٌ حتميةٌ لإعراضِ الأمةِ عن منهجِ النبيِّ ﷺ الحقيقي، وعن تجسيدِ معاني الوحدةِ في السلوكِ والعمل. كما قال مؤسسُ الجماعةِ، حضرة ميرزا غلام أحمد القادياني عليه السلام: "إن اللهَ يحبُّ الوحدةَ، والوحدةُ لا تتحققُ من دونِ الطاعة". فطاعةُ اللهِ ورسولِه، والالتفافُ حولَ الإمامِ الربانيِّ الذي أقامه اللهُ ليجمعَ الشملَ، هو الطريقُ الوحيدُ لاستعادةِ نعمةِ الأخوةِ.
فمتى نفيقُ من غفلتِنا؟ ومتى نعتصمُ بحبلِ اللهِ المتينِ، الذي أقامه اللهُ في هذا الزمانِ على يدِ مسيحِه الموعودِ، ليجمعَنا من جديدٍ على كلمةٍ سواء، كما جمع الأوائلَ من هذه الأمة المحمدية؟

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]