أكد المحامي معين عودة المختص في قانون حقوق الإنسان الدولي والمقيم في واشنطن لموقع بكرا أن فوز ممداني في انتخابات عمدة مدينة نيويورك شكل حدثا لافتا في المشهد السياسي الأمريكي.
واشار الى إن هذه الانتخابات حظيت هذا العام باهتمام إعلامي غير مسبوق لسببين رئيسيين:أولهما أن نيويورك تعد أكبر المدن الأمريكية وأكثرها تأثيرا سياسيا واقتصاديا، وثانيهما أن ممداني عبر بوضوح عن عدائه للسياسة الخارجية الأمريكية، ووقف علنا ضد الحكومة الإسرائيلية وسياستها وممارساتها في غزة، ما جعل الانتخابات محط متابعة واسعة من وسائل الإعلام الدولية.
انقسام سياسي
وأوضح عودة أن نتائج التصويت عكست انقساما واضحا داخل المدينة، حيث نال ممداني نحو 50% من الأصوات، فيما حصل منافسه أندرو كومو على 40% تقريبا، وتوزعت النسبة المتبقية على بقية المرشحين، في مشهد يعكس الانقسام السياسي الذي تشهده معظم المدن والولايات الأمريكية الكبرى.
وأشار عودة إلى أن فوز ممداني جاء نتيجة عدة عوامل، أبرزها أنه يمثل جيلا جديدا يطرح أفكارا مختلفة في ملفات محلية تمس حياة المواطنين مباشرة، مثل الإيجارات، والنقل العام، والاقتصاد المحلي.
مواقف جريئة
وأضاف كما ساهمت مواقفه الخارجية الجريئة، وخاصة عداؤه الصريح لنتنياهو، في تعزيز صورته لدى شريحة من الناخبين رغم أن تأثير العمدة في السياسة الخارجية محدود جداً.
وتابع أن عداء سكان نيويورك للرئيس الأمريكي دونالد ترامب أسهم أيضا في فوز ممداني، إذ إن المدينة تعد معقلا للحزب الديمقراطي، ودعم ترامب للمرشح أندرو كومو انعكس سلبا على الأخير ودفع كثيرين للتصويت لمنافسه رفضا لترامب ولسياساته.
وذكر عودة أن ممداني، البالغ من العمر 34 عاماً، أصبح أصغر عمدة في تاريخ المدينة، فيما يعتبر منافسه أندرو كومو جزءاً من النظام القديم الذي مل الناخبون سياساته التقليدية، خاصة في ظل الأزمات الاقتصادية وارتفاع معدلات الجريمة وتدهور خدمات النقل العام في المدينة.
وأردف أن انتخابات هذا العام شهدت نسبة إقبال قياسية هي الأعلى منذ عام 1969، إذ تجاوز عدد المصوتين مليوني شخص، ما يعكس الزخم الإعلامي والتعبئة الجماهيرية التي رافقت الحدث.
حدث مهم للفلسطينيين
واكد عودة أن فوز ممداني يُعد حدثا مهما للفلسطينيين، لأنه يمثل أول حالة ينتخب فيها شخص في موقع محوري كعمدة نيويورك بينما يتبنى مواقف صريحة ضد الحكومة الإسرائيلية مؤكدا أن هذا التطور يعكس تغيرا في الرأي العام الأمريكي، ويؤشر إلى تراجع هيمنة الرواية الإسرائيلية على المشهد السياسي والإعلامي في الولايات المتحدة.
[email protected]
أضف تعليق