حذّر ضباط في أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، خلال جلسة سرية عقدتها لجنة الخارجية والأمن في الكنيست مساء الثلاثاء، من تدهور شامل في الأوضاع الإقليمية، مع تركيز خاص على الساحة اللبنانية.

ونقلت هيئة البث الإسرائيلية (كان) عن مسؤولين أمنيين قولهم إن "الوضع في لبنان مقلق للغاية"، مشيرين إلى أن حزب الله يواصل تعزيز قدراته العسكرية بوتيرة متسارعة تفوق وتيرة الاستنزاف التي يتعرض لها منذ بداية المواجهة مع إسرائيل.

وأضاف الضباط أن "الضربات التي تلقاها الحزب خلال الحرب فقدت تأثيرها تدريجياً"، مؤكدين أن الحزب "يستعيد زخمه الميداني ويسجل ارتفاعاً ملحوظاً في شعبيته داخل لبنان"، في ظل حالة التوتر السياسي والاقتصادي التي تعيشها البلاد.

وأشارت التقديرات الاستخباراتية إلى أن حزب الله يعمل على إنتاج أسلحة محلياً داخل لبنان، إلى جانب تلقيه معدات عسكرية من الخارج، معتبرة أن هذا الواقع "ينذر بتصعيد محتمل في الجبهة الشمالية ويزيد من مستوى التحديات الأمنية أمام إسرائيل".

وجاءت هذه التصريحات خلال اجتماع مغلق شارك فيه ضباط من مختلف الأجهزة الأمنية والاستخباراتية الإسرائيلية، قدّموا خلاله تقارير ميدانية وتحليلات استراتيجية حول توازن القوى في لبنان والتطورات على الحدود.

وفي السياق ذاته، عبّر السفير الأميركي لدى تركيا والمبعوث إلى سوريا توم باراك عن قلقه من "بطء عملية نزع سلاح حزب الله"، داعياً إلى "حصر السلاح بيد الحكومة اللبنانية"، ومشيراً إلى أن "الواقع المعقد في لبنان يجعل من الصعب فرض هذا الأمر بالقوة دون خطر اندلاع حرب أهلية".

وقال باراك إن إسرائيل تواصل قصف مناطق في جنوب لبنان بسبب وجود "آلاف الصواريخ والقذائف التي ما زالت تشكل تهديداً مباشراً"، لكنه أقرّ في الوقت ذاته بأن "المطالبة بنزع سلاح حزب الله بشكل فوري أمر غير واقعي في ظل التوازنات الداخلية اللبنانية".

ويأتي هذا التصعيد في التحذيرات بعد أسابيع من تزايد الغارات الإسرائيلية على الجنوب اللبناني، وارتفاع وتيرة التوتر العسكري على الحدود، وسط مخاوف من انزلاق الأوضاع إلى مواجهة شاملة جديدة بين إسرائيل وحزب الله

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]