اعتقلت الشرطة الإسرائيلية فجر اليوم (الاثنين) رئيس اتحاد نقابات العمال "الهستدروت" أرنون بر-دافيد، وزوجته، وعدداً من كبار المسؤولين في المنظمة، ضمن ما وُصفت بأنها واحدة من أخطر قضايا الفساد التي تم الكشف عنها في السنوات الأخيرة.
	
	التحقيق، الذي أطلقت عليه الشرطة اسم "يد تُصافح يد"، يشمل نحو 350 شخصاً من المستجوبين، بينهم رؤساء بلديات من الشمال والجنوب ومسؤولون كبار في مؤسسات حكومية وشركات عامة. واعتُقل حتى الآن ثمانية مشتبهين وأُخضع 27 آخرون للتحقيق، في حين تتواصل عمليات التفتيش في عشرات المنازل والمكاتب.
	
	ووفقاً للشبهات، فإن رجل أعمال بارز في قطاع التأمين أقام شبكة مصالح مع كبار مسؤولي الهستدروت، حيث قام بتعيين مقربين في مناصب إدارية رفيعة في لجان العمال والبلديات، مقابل حصوله على عقود تأمين مربحة لتلك الهيئات. وتشير التحقيقات إلى أن بر-دافيد كان "الغطاء والحامي" لهذا الرجل، بحسب مصادر في الشرطة.
	
	كما يُشتبه في أن رجل الأعمال استغل نفوذه لترشيح مقربين منه لمناصب في مؤسسات حكومية مثل الصندوق القومي لإسرائيل (ككال) وشركة قطارات إسرائيل، بل وساهم أيضاً في تجنيد أعضاء لصالح أحزاب سياسية مقابل امتيازات.
تحقيق علني واسع النطاق
	وأوضحت الشرطة أن التحقيق السري استمر سنتين كاملتين في وحدة مكافحة جرائم الاحتيال (لاهف 433)، قبل أن يتحول اليوم إلى تحقيق علني واسع النطاق تخللته عمليات مداهمة في ست سلطات محلية وضبط ممتلكات وأموال بهدف مصادرتها.
	
	الشرطة تسعى حالياً إلى تجنيد شهود ملك من بين المشتبهين، وتحقق مع المعتقلين في شبهات تتعلق بـتلقي رشوة، وتقديم رشوة، وخداع، وخيانة الأمانة، وغسل الأموال، والتهرب الضريبي.
	
	قائد الشرطة العام، المفوض داني ليفي، قال في بيان:
	
	"نحن أمام قضية من أخطر ما واجهناه: شبكة تربط رجال أعمال بمسؤولين كبار في القطاعين العام والنقابي لأهداف انتخابية وشخصية. سنواصل التحقيق بلا خوف حتى الوصول إلى الحقيقة".
	
	بدوره، قال رئيس وحدة "لاهف 433"، اللواء ماني بن يمين، إن التحقيق كشف عن "علاقات تبادل مصالح خطيرة بين رجال أعمال ومسؤولين في القطاع العام، في انتهاك صارخ لمعايير النزاهة".
	
	من جانبها، أكدت منظمة الهستدروت أنها تتعاون مع الشرطة في التحقيقات، وامتنعت عن تقديم أي تعليق إضافي.
[email protected]
                                                    
أضف تعليق