أكد رجل الأعمال والقيادي الوطني منيب رشيد المصري، في حديث خاص لـ"بكرا"، أن اللحظة الراهنة تفرض على الفلسطينيين إعادة طرح ملف وعد بلفور باعتباره الجذر التاريخي للنكبة المستمرة. وشدد على أن المبادرة التي أطلقها تهدف إلى نقل الوعد من خانة الذكرى إلى ساحة المحاسبة الدولية، مشيراً إلى أن استمرار آثاره على الأرض الفلسطينية يجعل من فتحه اليوم واجباً وطنياً لا يمكن تأجيله.
وقال رجل الأعمال والقيادي الوطني الفلسطيني منيب رشيد المصري، في تصريح خاص لموقع بكرا، إن استحضار وعد بلفور بعد 108 أعوام على صدوره لم يعد مجرد مناسبة تستعاد للذاكرة الوطنية، بل تحوّل إلى واجب سياسي وقانوني وأخلاقي لإعادة فتح ملف المسؤولية التي تتحمّلها بريطانيا عن المأساة التاريخية التي لحقت بالشعب الفلسطيني منذ عام 1917 وحتى اليوم.
وأوضح المصري في حديثه أن مبادرته الجديدة المتعلقة بوعد بلفور تهدف إلى إعادة وضع الوثيقة في موقعها الحقيقي، باعتبارها عملاً استعمارياً غير شرعي منح أرضاً لشعب آخر لا يملك فيها حقاً، على حساب أصحاب الأرض الأصليين. وأضاف أن المشكلة لا تكمن فقط في صدور الوعد، بل في استمرار آثاره ونتائجه التي ما زالت تُشاهد على الأرض الفلسطينية من تهجير واستيطان ومصادرة للهوية الوطنية. وأكد أن الوعد “لا يزال وثيقة حيّة يجب أن تُستدعى إلى قفص الاتهام”، وأن الشعب الفلسطيني يمتلك اليوم من الأدوات القانونية والسياسية ما يمكّنه من إعادة طرح القضية بطريقة أكثر قوة وفعالية.
مرحلة المحاسبة القانونية
وأشار المصري لـ"بكرا" إلى أن المبادرة التي يعمل عليها مع مجموعة من القانونيين والأكاديميين تهدف إلى الانتقال من مرحلة التذكير التاريخي إلى مرحلة العمل القانوني المنظم، عبر تحركات دولية تشمل مخاطبة برلمانات وهيئات حقوقية، والضغط باتجاه اعتذار رسمي وتحمل كامل المسؤولية عما جرى ويجري. وشدد على أن استعادة التاريخ ليست فعلاً عاطفياً أو خطابياً، بل "عملية مقاومة حقيقية" تعيد صياغة الوعي وتكشف الجذور القانونية والسياسية للمأساة الفلسطينية المعاصرة.
وأكد المصري أن المعركة اليوم لم تعد محصورة بالسياسة أو الإعلام، بل باتت تمتد إلى ساحات العدالة الدولية، وإلى الرأي العام العالمي الذي بدأ يُظهر تحوّلاً واضحاً في فهم الرواية الفلسطينية. وقال إن ما نشهده من تضامن عالمي وتراجع في قدرة الاحتلال على تبرير ممارساته يشكّل فرصة يجب استثمارها لإعادة تقديم ملف وعد بلفور كأحد أهم المفاتيح لفهم الوضع القائم في فلسطين.
ممارسات اليوم
وأضاف في حديثه لـ"بكرا" أن ما يجري اليوم في الضفة الغربية والقدس وغزة من استيطان وعدوان وحصار هو امتداد مباشر للسياسات التي أطلقها الوعد قبل أكثر من قرن، وأن فتح هذا الملف بصورة شاملة يمثل محاولة لتغيير طريقة فهم العالم للصراع، وتثبيت حق الفلسطينيين في المطالبة بالتعويض والاعتراف والعدالة، باعتبارهم الطرف الذي دفع الثمن الأكبر من تاريخه وأرضه وحقوقه.
وختم المصري تصريحه بالتأكيد على أن هذه المبادرة لن تبقى إطاراً فكرياً أو خطابياً، بل هي بداية لتحرك واسع يجري العمل عليه، يهدف إلى تعزيز العمل الوطني الفلسطيني في المحافل الدولية، وفتح الباب أمام أساليب جديدة في المواجهة السياسية والقانونية. وقال:"وعد بلفور ليس قصة من الماضي، بل حاضر ما زلنا نعيشه. فتح هذا الملف اليوم هو دفاع عن التاريخ، وعن الحاضر، وعن مستقبل الأجيال الفلسطينية القادمة. هذه معركة العدالة، ولا يمكن أن نتخلى عنها."
[email protected]
أضف تعليق