تواصل موجة العنف في المجتمع العربي داخل الخط الأخضر حصد الأرواح، حيث أودت منذ مطلع العام بحياة 216 شخصًا، من بينهم 11 طفلًا وفتًى دون سن الثامنة عشرة، بينهم رضيع حديث الولادة. التقرير التالي، الذي أعده الزميل حسن شعلان في واينت، يرصد أسماء الأطفال والظروف المأساوية التي قُتلوا فيها، في ظل تقاعس الشرطة عن حل معظم القضايا، إذ لم يُكشف سوى عن 18 حالة فقط.

أحدث الجرائم كانت مقتل محمد مرازقة (17 عامًا) من قرية كفر قرع، الذي طُعن داخل مدرسته أثناء محاولته فضّ شجار بين زملائه. آلاف شاركوا في جنازته، فيما عبّر زملاؤه عن صدمتهم من الجريمة.

في مدينة اللد، قُتل وائل أبو زيد (14 عامًا) بعد أن أطلق ثلاثة مسلحين النار على منزله في محاولة لاستهداف والده ضمن صراع دموي بين عائلتين. أما جواد ياسين (17 عامًا) من مدينة طمرة فقُتل خطأ بالرصاص أثناء جلوسه في سيارته، في حين قال والده إن ابنه كان محبوبًا من الجميع ولم يكن مهددًا من أحد.

في رهط، لقي عنان أبو عيد (17 عامًا) مصرعه بعدما أطلق مجهولون النار عليه وعلى شقيقه ضمن نزاع عائلي، بينما نُقل شقيقه إلى المستشفى مصابًا. وفي تل السبع، قُتل يوسف أبو رقيق (8 أعوام) عندما علِق وسط تبادل إطلاق نار خلال موكب زفاف، حيث أُطلق أكثر من 80 رصاصة في المكان.

كما قُتل مجد عاصلة (17 عامًا) من عرابة خلال اشتباك مسلح مع الشرطة، فيما لقي مراد أبو صبيح (14 عامًا) مصرعه في إطلاق نار انتقامي بين عائلات في بلدة عرعرة. وفي اليوم التالي لحفل تخرجه من المدرسة، أُطلق النار على حبيب العكة (17 عامًا) من عرعرة أثناء قيادته دراجة رباعية، وأُصيب فتى آخر بجروح متوسطة.

أما قاسم عاصلة (18 عامًا) من عرابة فقتل بالرصاص وهو في طريقه إلى عمله صباحًا أمام والده. إلى جانب هؤلاء، شهدت القدس جريمة مروّعة حين أقدم أب على قتل طفلته البالغة ثلاث سنوات، كما قُتلت الشابة إسلام طويل من القدس أثناء المخاض، وعُثر على جثتها والجنين متصل بها.

تهديد مستمر وتكريس للعنف 

علا نجمي، مديرة المركز العربي اليهودي في جفعات حبيبة وناشطة في مكافحة العنف، قالت في تعليقها: "المعطيات صعبة ومزلزلة. الحكومة تفشل مرة تلو الأخرى، وحان الوقت أن نفكر كمجتمع ونتحمّل المسؤولية الجماعية بدل انتظار حلول تأتي من الأعلى. الإخفاق عميق وبنيوي، ولا توجد أي إرادة حقيقية من جانب الدولة لمواجهة هذه الظاهرة، بل على العكس – هناك من يفضّل تكريس العنف وتصويره كمشكلة داخلية تخص المجتمع العربي وحده."

جرائم القتل هذه تكشف عمق أزمة العنف المتصاعد في البلدات العربية، حيث يعيش الأطفال في ظل تهديد مستمر، وسط غياب حماية مؤسسية حقيقية وتقصير رسمي في مواجهة الظاهرة التي تحولت إلى مأساة اجتماعية شاملة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]