أعاد "ريال مدريد" فتح ملف دوري السوبر الأوروبي بعد أكثر من أربع سنوات على الإعلان عن المشروع الذي زلزل كرة القدم في القارة. النادي الملكي، بقيادة فلورنتينو بيريز، رفع سقف المواجهة مع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا)، مطالبًا بتعويضات مالية ضخمة بعد صدور حكم قضائي أكد أن الاتحاد تجاوز صلاحياته عندما منع إقامة البطولة.
القضية التي بدأت في نيسان 2021 تعود إلى إعلان عدد من الأندية الأوروبية الكبرى عن إنشاء دوري السوبر، قبل أن ينهار المشروع تحت ضغط جماهيري وسياسي هائل، خصوصًا من جماهير الأندية الإنجليزية الستة الكبرى. في ذلك الوقت، هدّد كل من (يويفا) و(فيفا) الأندية المشاركة بعقوبات قاسية، ما أدى إلى تجميد الفكرة مؤقتًا.
لكن محكمة العدل الأوروبية لاحقًا اعتبرت أن (يويفا) أساء استخدام موقعه المهيمن، وأن محاولته منع البطولة تتعارض مع قوانين المنافسة الحرّة. الحكم الأخير الصادر عن محكمة مدريد الإقليمية أعاد إحياء الملف مجددًا، إذ رفض جميع الطعون المقدمة من (يويفا) والاتحاد الإسباني و"لا ليغا"، فاتحًا الباب أمام "ريال مدريد" للمطالبة بتعويضات مالية كبيرة عن الأضرار التي تكبدها.
ورغم محاولات النادي خلال عام 2025 التوصل إلى حلول وسط مع (يويفا) عبر تطوير نماذج بث مفتوحة وتحسين تجربة الجماهير وحماية صحة اللاعبين، فإن المفاوضات لم تصل إلى أي اتفاق.
في المقابل، يؤكد (يويفا) تمسكه بلوائحه، معتبرًا أن الحكم لا يمنح الشرعية لدوري السوبر، وأن أي بطولة جديدة ستخضع لمعايير شفافة ومحددة. كما جدّد البرلمان الأوروبي رفضه لأي مشاريع انفصالية، مشددًا على حماية النظام الرياضي العام في القارة.
بهذا، يتحوّل الصراع بين "ريال مدريد" و(يويفا) من خلاف إداري إلى معركة قانونية على مستقبل كرة القدم الأوروبية، تطرح سؤالًا جوهريًا:
هل ينجح النادي الملكي في إعادة رسم خريطة القوة في اللعبة، أم أن هذا النزاع فصل جديد في معركة طويلة بين الأندية الكبرى والهيئات الحاكمة؟
[email protected]
أضف تعليق