كثّف الجيش الإسرائيلي استعداداته على الحدود الشمالية في ظل وقف إطلاق نار هش مع حزب الله، وسط تقديرات باندلاع مواجهة جديدة في أي وقت.

ذكرت مصادر عسكرية، وفق ما نقلته وسائل إعلام إسرائيلية، أن أي معركة مقبلة قد تتضمن استهداف قيادات بارزة في حزب الله وضرب مواقع رئيسية داخل لبنان. وتشير التقديرات إلى أن الحزب قد يلجأ إلى عمليات توغل برية في شمال إسرائيل رغم الأضرار التي لحقت بقدراته في الحرب الأخيرة.

يقول الجيش إن حزب الله يعتمد سياسة تقوم على التضحية بقوات تكتيكية قرب الحدود مقابل تعزيز مراكزه في العمق اللبناني، خصوصًا في منطقة البقاع، استعدادًا لمواجهة موسعة.

منذ إعلان وقف إطلاق النار في نوفمبر الماضي، شنّت إسرائيل آلاف الهجمات التي أسفرت، بحسب تقديرات لبنانية، عن مئات الضحايا وتدمير واسع في القرى الجنوبية. في المقابل، تشير بيانات الجيش الإسرائيلي إلى مقتل نحو 330 من عناصر حزب الله خلال الفترة نفسها.

أجرى الجيش تدريبات واسعة شملت سيناريوهات هجوم ودفاع برًا وبحرًا وجوًا، بهدف رفع جاهزيته لما يصفه بـ"المعركة الحتمية"، التي قد تتطلب اجتياحًا بريًا أوسع من العمليات السابقة في غزة أو سورية، مع مشاركة مكثفة للدبابات والمجنزرات ونيران الإسناد.

وتقدّر الأجهزة الأمنية الإسرائيلية أن حزب الله يعمل على تطوير قدراته في الطائرات المسيّرة، ويستعد لفرض معادلات جديدة في أي مواجهة مقبلة، ما يفرض تحديات استخباراتية إضافية.

كما ترى المؤسسة العسكرية أن الاعتماد على الغارات الجوية وحده لا يكفي، وأن أي معركة ضد حزب الله قد تتطلب عمليات برية معقدة داخل لبنان، رغم المخاطر الميدانية والضغوط الدولية المرتبطة باستهداف مناطق مأهولة.

وتبقى هذه التقديرات، وفق المحللين، مرهونة بمدى قدرة حزب الله على استعادة زمام المبادرة، ما يجعل أي مواجهة محتملة مفتوحة على سيناريوهات أوسع من التوقعات الإسرائيلية.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]