في لقاء خاص مع موقع بكرا، تحدث د.علي عبد الله الهيل، أستاذ العلوم السياسية والإعلام، عن موقع حزب الله في المرحلة الراهنة، مشيرًا إلى أنّ المواقف حول الحزب تتباين بين مؤيد ومعارض، سواء داخل لبنان أو خارجه.

وقال د.الهيل إنّ "ما لحزب الله وما عليه تتباين حوله الآراء من حيث الإيجابيات والسلبيات، نتيجة الاستقطاب السياسي الحاد في الداخل اللبناني، وكذلك بسبب المواقف الخارجية المتناقضة تجاهه". وأوضح أن أحد أهم أسباب هذا الجدل يتمثل في حالة الاستقطاب السياسي، الذي وصفه بأنه "انقسام الرأي العام الداخلي والخارجي حول حزب الله إلى قوى مؤيدة وأخرى غير مؤيدة، تتصارع أيديولوجيًا حول دوره وسلاحه وموقعه في لبنان".

"الخلاف الداخلي حول دور الحزب وسلاحه"
وأشار الهيل إلى أنّ هذا الانقسام واضح في الكتل السياسية اللبنانية، قائلاً: "هناك أحزاب مثل القوات اللبنانية لا تريد أن ترى لحزب الله أي دور في لبنان، خاصة فيما يتعلق باحتفاظه بسلاحه، في حين ترى أحزاب أخرى مثل حركة أمل أن سلاح حزب الله يمثل ضمانة لأمن لبنان، ولا سيما في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية لبيروت".

وأضاف الهيل أنّ الاستقطاب لا يقتصر على الداخل اللبناني، بل يمتد إلى الخارج أيضًا، موضحًا: "واشنطن، ممثلة بمبعوثها توم براك، تعتبر حزب الله خطرًا على أمن لبنان، خدمةً للأجندة الصهيونية، بينما في الواقع إسرائيل هي الخطر الحقيقي على لبنان، بدليل اعتداءاتها المتكررة على الجنوب اللبناني بذريعة رصد أنشطة للحزب".

"حزب الله يتعامل بحكمة رغم الاعتداءات الإسرائيلية"
وقال الهيل إنّ حزب الله يتعامل بانضباط مع تلك الاعتداءات، مضيفًا: "الحزب، تناغمًا مع الحكومة اللبنانية واحترامًا للقرار 1701 الذي لا تلتزم به إسرائيل، لا يرد على تلك الهجمات رغم عدم مشروعيتها"، مشيرًا إلى أنّ رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس الحكومة نواف سلام أشادا بحكمة حزب الله، وإن كان ذلك "على مضض أحيانًا وعلى استحياء أحيانًا أخرى".

وأكد الهيل أنّ "الوضع في لبنان معقّد وقابل لتفسيرات متعددة بسبب التباين الأيديولوجي بين القوى السياسية"، لافتًا إلى تقارير صادرة عن معهد حيفا للدراسات الاستراتيجية تفيد بأنّ إسرائيل "لا تسعى إلى نزع سلاح الحزب بقدر ما تهدف إلى إضعافه، لإبقاء المنطقة في حالة من عدم الاستقرار، وهو ما يخدم مصالحها الاستراتيجية".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]