وجّه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحذيرًا شديد اللهجة إلى حركة حماس، مانحًا إياها مهلة تمتد 48 ساعة لإعادة جثث المخطوفين الإسرائيليين، مهددًا بتدخّل دولي في حال عدم الاستجابة خلال المهلة المحددة.
وفي منشور نشره على منصته الخاصة للتواصل الاجتماعي "تروث سوشيال" (Truth Social)، كتب ترامب:
"على حماس أن تُعيد جثث المخطوفين بسرعة، وإلا ستتدخل دول أخرى مشاركة في عملية السلام".
وأضاف ترامب أن "بعض الجثث يصعب العثور عليها، ولكن لسبب ما، لا تعيد حماس البقية"، مؤكدًا أنه يتابع الموقف عن كثب وسيتخذ خطوات إضافية في حال لم يحدث أي تقدم خلال اليومين القادمين.
خلفية التهديد
يأتي تصريح ترامب في وقت تشهد فيه المفاوضات بشأن تبادل الأسرى والجثث بين إسرائيل وحماس جُمودًا واضحًا، على الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار المؤقت الذي تم التوصل إليه مؤخرًا بوساطة قطرية ومصرية وتركية.
ووفق تقارير إسرائيلية، لا تزال جثث عدد من الجنود والمواطنين الإسرائيليين الذين قُتلوا في أحداث السابع من أكتوبر 2023 محتجزة لدى حماس في قطاع غزة، بينما تؤكد الحركة أنها تحتفظ بها كورقة تفاوض ضمن صفقة تبادل شاملة تشمل أسرى فلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
ردود الفعل المتوقعة
حتى الآن، لم تصدر حماس أي رد رسمي على تهديد ترامب، غير أن مصادر فلسطينية وصفت تصريحاته بأنها محاولة للضغط السياسي والإعلامي، خصوصًا في ظل الترتيبات الجارية لتثبيت الهدنة وإعادة إعمار القطاع.
من جانبها، لم تُعلّق إسرائيل بشكل رسمي على المهلة التي حددها ترامب، لكنها رحّبت في أوقات سابقة بأي دعم أمريكي أو دولي للضغط على حماس بشأن ملف المفقودين والجثث.
ويرى محللون أن تحذير ترامب قد يشكّل إشارة إلى نهج أمريكي أكثر صرامة تجاه حماس، خصوصًا بعد حديثه المتكرر عن ضرورة "إعادة الأمن إلى غزة" و"تأسيس إدارة جديدة" في القطاع ضمن ما يُعرف بـ"مشروع غزة الجديدة".
مراقبة وتنسيق دولي
وتشير مصادر دبلوماسية إلى أن الولايات المتحدة تجري مشاورات مكثفة مع عدد من حلفائها في المنطقة، بينهم مصر وقطر، في محاولة لتحريك المفاوضات المتعثرة. كما يُتوقّع أن تبحث واشنطن خيارات ضغط إضافية إذا لم تُظهر حماس تجاوبًا مع المهلة التي حددها ترامب.
ويتابع المجتمع الدولي الملف بقلق، في ظلّ الخشية من أن يؤدي أي تصعيد جديد إلى انهيار اتفاق الهدنة الهشّ، وعودة المواجهات العسكرية بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة.
[email protected]
أضف تعليق