يشهد لبنان في الأيام الأخيرة حالة من توتر متصاعد مع إسرائيل، وسط مخاوف حقيقية من اندلاع مواجهة عسكرية واسعة، خاصة في مناطق البقاع الشمالي والوسطى والغربي.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أن سلاح الجو نفذ غارات استهدفت مواقع عسكرية ومرافق لإنتاج صواريخ دقيقة لحزب الله، إضافة إلى بنية تحتية ومواقع تدريب في شمال لبنان.

في المقابل، نقلت صحيفة "الديار" اللبنانية عن مصدر أمني رفيع أن حزب الله اتخذ قرارًا واضحًا بالرد المباشر على أي هجوم بري إسرائيلي، مؤكداً أن الحزب اليوم أقوى وأكثر استعدادًا مما كان عليه قبل حرب 2024. وأوضح المصدر أن الثغرات الاستخباراتية التي استفادت منها إسرائيل سابقًا جرى سدّها، وأن هوية قادة الحزب الجدد ما زالت مجهولة لإسرائيل، مما يصعّب استهدافهم.

وأشار إلى أن عمليات الاغتيال الأخيرة طالت مقاتلين ميدانيين دون المساس بقيادات بارزة، لافتًا إلى أن الحزب استخلص دروسًا من الحرب الماضية، ووضع خطة عسكرية جديدة لتعزيز قدراته الدفاعية والردعية.

في السياق ذاته، كشف التقرير عن شعور متزايد في لبنان بأن المبادرة الإقليمية تقودها الولايات المتحدة وإسرائيل، فيما تسعى دول عربية وأوروبية إلى الحد من تداعياتها. وأوردت الصحيفة أن السعودية باتت تتعامل مباشرة مع "الملف اللبناني" وتضع شروطًا جديدة لتقليص آثار المبادرة الأمريكية على المنطقة.

كما تحدثت مصادر أوروبية عن ضمانات تلقاها حزب الله بعدم تركه وحيدًا إذا اندلعت حرب، محذرة من أن أي هجوم إسرائيلي قد يؤدي إلى اتساع الصراع ليشمل الشرق الأوسط بأكمله. في المقابل، تبذل واشنطن جهودًا مكثفة لتجنب هذا السيناريو ضمن إطار ما تسميه "مبادرة السلام الأمريكية".

ورغم ذلك، لم تضغط الولايات المتحدة على إسرائيل لوقف غاراتها الجوية أو الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار. بل رُصدت طائرات إسرائيلية مسيّرة فوق القصر الرئاسي والسرايا في بيروت، في رسالة اعتُبرت موجهة مباشرة للقيادة اللبنانية للضغط نحو نزع سلاح حزب الله والدخول في مفاوضات مع تل أبيب.

وفي ظل هذه التطورات، يحذّر مراقبون من أن استمرار التصعيد قد يقود إلى مواجهة جديدة، بينما يرى آخرون أن السبيل الوحيد لتفادي الحرب هو اللجوء إلى المفاوضات بدلًا من السلاح.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]