شهدت قمة السلام في شرم الشيخ، التي دعا إليها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب للاحتفال باتفاق وقف إطلاق النار في غزة، غيابًا بارزًا لولي العهد السعودي محمد بن سلمان ورئيس دولة الإمارات محمد بن زايد، في خطوة اعتُبرت رسالة سياسية موجهة إلى القاهرة.
ووفقًا لتقرير نشره موقع Middle East Eye نقلًا عن مصادر خليجية ومصرية، فإن القيادتين الخليجيتين تعمدتا عدم الحضور للتأكيد على أن مصر لن تكون اللاعب الوحيد في ملف غزة أو في صياغة المرحلة المقبلة، رغم دورها البارز في مفاوضات التهدئة الأخيرة.
القمة سلطت الضوء على الدور المصري المثير للجدل، حيث قادت القاهرة جهود الوساطة بالتعاون مع قطر ودول أخرى، لكنها تعرضت لانتقادات بسبب إغلاق معبر رفح وقمع احتجاجات التضامن مع غزة داخل أراضيها.
مصادر دبلوماسية أوضحت أن إرسال السعودية والإمارات وزراء بدلاً من القادة كان إشارة إلى رفض منح القاهرة المزيد من النفوذ أو الأضواء، خصوصًا أن الدولتين الخليجيتين ستتحملان الجزء الأكبر من تمويل إعادة إعمار القطاع، وتسعيان لدور قيادي في تحديد مستقبله السياسي والاقتصادي.
ويأتي هذا الموقف في إطار تنافس إقليمي على الزعامة العربية، حيث لم تعد مصر، المثقلة بأزمة اقتصادية، القوة الوحيدة المؤهلة للقيادة، بينما ترى العواصم الخليجية نفسها لاعبة رئيسية في تشكيل النظام الإقليمي الجديد في الشرق الأوسط.
[email protected]
أضف تعليق