قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إن بلاده مستعدة للعب دور قيادي في نزع سلاح حركة حماس في قطاع غزة، مستندةً إلى تجربتها السابقة في إقناع الجماعات المسلحة في أيرلندا الشمالية بإلقاء السلاح ضمن اتفاق "الجمعة العظيمة" الشهير.

وأوضح ستارمر أمام البرلمان البريطاني أن نزع السلاح خطوة حيوية لاستمرار وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، في إطار الخطة الأميركية المؤلفة من 20 بندًا لإحلال السلام في غزة التي طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

ويُذكر أن جوناثان باول، مستشار الأمن القومي لستارمر وأحد مهندسي اتفاق الجمعة العظيمة عام 1998، قد يكون أحد أبرز المرشحين للاضطلاع بدور قيادي في جهود نزع السلاح بغزة، إلى جانب رئيس الوزراء الأسبق توني بلير، الذي طُرح اسمه أيضًا للمشاركة في "مجلس السلام" المقترح للإشراف على إدارة القطاع.

وأشار ثلاثة دبلوماسيين أوروبيين إلى أن تجربة أيرلندا الشمالية تُستشهد بها كنموذج محتمل لمستقبل غزة، رغم عدم وجود خطة متكاملة حتى الآن. وقال ستارمر:

"نعلم أن هذا الأمر صعب، لكنه ضروري. كان صعبًا في أيرلندا الشمالية، لكنه كان حيويًا، ونحن مستعدون للمساعدة استنادًا إلى خبرتنا هناك".

يأتي هذا بينما شدد المسؤولون الإسرائيليون على أن أي تسوية دائمة يجب أن تتضمن نزعًا نهائيًا لسلاح حماس، في حين أكد ترامب أن العملية "ستحدث بسرعة وربما بعنف"، مضيفًا أن حماس أبدت استعدادًا للتخلي عن سلاحها — وهو ما نفته الحركة مرارًا، مؤكدة أن سلاح المقاومة "خارج النقاش" ولن يُسلَّم إلا في إطار إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.

يُذكر أن اتفاق "الجمعة العظيمة" في أيرلندا الشمالية تناول قضايا متعددة مثل إصلاح الشرطة، والإفراج عن السجناء، ونزع السلاح، وتطبيع الأوضاع الأمنية، لكنه جرى في سياق مختلف، إذ لم تحكم الجماعات المسلحة البلاد، بخلاف حماس التي تدير قطاع غزة منذ عام 2007 وتشرف على جميع مناحي الحياة فيه.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]