كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية تفاصيل جديدة حول كواليس التوصل إلى اتفاق إنهاء الحرب بين إسرائيل وحماس، مشيرةً إلى أن رسالة سرّية من رئيس الوزراء القطري كانت نقطة التحول في المفاوضات المعقدة التي جرت في شرم الشيخ مطلع أكتوبر.

الرسالة القطرية تغيّر المسار

بحسب التقرير، سلّم رئيس الوزراء القطري رسالة سرّية إلى جاريد كوشنر وستيف ويتكوف، دعا فيها إلى ممارسة ضغوط على الإسرائيليين لتقديم تنازلات. وصلت البعثة الأمريكية بطائرة خاصة إلى شرم الشيخ يوم الأربعاء، 8 أكتوبر/تشرين الأول، أملاً في التوصل إلى نهاية للحرب، وسط أجواء من التفاؤل الحذر.

وللمرة الأولى، أبدت حماس استعدادها للإفراج عن جميع الرهائن حتى دون انسحاب كامل للجيش الإسرائيلي، مقابل ضمانات بعدم عودة إسرائيل للقتال. في المقابل، أبدت إسرائيل استعدادها للإفراج عن آلاف الأسرى، بينهم 250 محكومًا بالمؤبد.

تعثر ثم ضغط أمريكي

تعثرت المفاوضات بعد يومين من المحادثات، إذ تجنّب الوسطاء الخوض في تفاصيل الانسحاب خوفًا من انهيار المحادثات.
لكن وفقًا لمصادر أمريكية، تطلب تجاوز الخلافات ضغطًا مباشرًا من واشنطن على رئيس الوفد الإسرائيلي رون ديرمر، استجابة لطلب رئيس الوزراء القطري، إلى جانب ثلاث مكالمات من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الدول الوسيطة.

وفي النهاية، تم التوصل إلى تسوية جغرافية جديدة: تحتفظ إسرائيل بمساحات أكبر مما طالبت به حماس، لكنها تنسحب من مناطق مأهولة عديدة. وأظهرت نسخة من الخريطة، التي حصلت عليها الصحيفة، أن بعض المناطق ستبقى "خارج حدود الطرفين"، في صيغة وسطية نادرة.

تفويض غير مسبوق

خلافًا للجولات السابقة، حضر رون ديرمر وخليل الحية إلى شرم الشيخ بتفويض كامل من قيادتيهما. كما مارس ترامب ضغوطًا مباشرة على نتنياهو لدفعه نحو الاتفاق، مانحًا إياه ضمانات بعدم الإضرار بـ"الأمن القومي الإسرائيلي".

من جانبها، واجهت حماس ضغوطًا من دول عربية وإسلامية، بينها تركيا وقطر، وسط تهديدات بأن رفض الخطة سيمنح إسرائيل حرية كاملة في غزة بدعم أمريكي.

الساعات الحاسمة في شرم الشيخ

بحلول مساء الأربعاء، بدا أن الاتفاق وشيك. غادر وفد حماس مقر المحادثات للتشاور، ما أثار توترًا بين الوسطاء. وفي وقت متأخر من الليل، عاد خليل الحية إلى فيلا رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، حيث كان يجتمع مع رئيس الوزراء القطري.
رغم تحفظ الحية على "عدالة الاتفاق"، فُسّر رده بأنه موافقة ضمنية.

بعد دقائق، وصل ويتكوف وكوشنر وأبلغا البيت الأبيض بتطورات إيجابية. ورغم بقاء تفاصيل مثل قوائم الأسرى معلّقة، تقرر المضي بالإعلان عن الاتفاق.

التوقيع والإعلان

في واشنطن، سلّم وزير الخارجية ماركو روبيو مذكرة إلى ترامب تُفيد بأن الجانبين "متقاربان للغاية".
وفي الواحدة صباحًا، جرى التوقيع الرسمي في شرم الشيخ: وقّع آل ثاني أولًا، ثم ديرمر النسخة الإنجليزية، وسط حضور مصري وأمريكي. وخلال الاتصال الهاتفي، قال ترامب للمشاركين عبر مكبر الصوت: "هذا يوم عظيم."

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]