شهدت ساحة الأسرى في تل أبيب مساء السبت توترًا شديدًا خلال مهرجان جماهيري ضخم حضره مبعوثا الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، وانضمت إليهما بشكل مفاجئ إيفانكا ترامب.

وبينما امتلأت الساحة بعشرات الآلاف من المحتجين الذين رفعوا شعارات تطالب بعودة الأسرى من غزة، تحوّل المشهد إلى حالة من الفوضى بعد أن أثار ذكر اسم رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو موجة من الصفير والهتافات الغاضبة من الحشود. المتظاهرون قاطعوا خطاب ويتكوف عدة مرات مردّدين هتافات ضد الحكومة، فيما حاول المنظّمون تهدئة الجماهير دون جدوى.

ويتكوف، الذي قاد جزءًا من المفاوضات مع حركة حماس برعاية أمريكية، عبّر عن دهشته من حجم التجمع وقال: "حلمت بهذا المساء. أنتم تمثلون الشجاعة والأمل". لكنه ما إن وجّه الشكر لنتنياهو ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر حتى قوبل بصيحات استهجان عالية، فيما علت التصفيقات عندما ذكر اسم ترامب.

رسالة ترامب 

إيفانكا ترامب، التي اعتلت المنصة لاحقًا، وجّهت رسالة مباشرة للمحتجين قائلة إن "الرئيس ترامب يرى ويسمع كل ما تفعلونه"، بينما ردّ الجمهور بهتافات تأييد له. أما كوشنر، فقد تحدّث عن معاناته خلال الحرب في غزة وقال إنّ "أغلب المدنيين الفلسطينيين لا ذنب لهم سوى أنهم وُلدوا في هذه المأساة"، في تصريح أثار انقسامًا بين المتظاهرين.

المشاركون في التجمع، الذي وصفته وسائل إعلام إسرائيلية بأنه "أكبر حدث جماهيري منذ بداية الحرب"، عبّروا عن غضبهم من طريقة تعامل الحكومة مع ملف الأسرى، ورفعوا لافتات كتب عليها "لن ننسى أحدًا" و"لا مزيد من رون أراد"، في إشارة إلى الجندي الإسرائيلي المفقود منذ عقود.

وأفادت تقارير ميدانية بأن بعض المحتجين تعرّضوا لدفع وتدافع من قبل أفراد أمن خاصين خلال محاولة تفريقهم بعد تصاعد الهتافات ضد نتنياهو، فيما وصف نشطاء المشهد بأنه "اعتداء على احتجاج سلمي".

التجمع، الذي أقيم قبل ساعات من تنفيذ صفقة تبادل الأسرى الجديدة، كشف مجددًا عن عمق الانقسام داخل الشارع الإسرائيلي بين مؤيدي الحكومة ومعارضيها، وعن تصاعد الغضب الشعبي من طريقة إدارتها للملف السياسي والعسكري في غزة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]